سفينة العذراء
تم نشره الأحد 20 حزيران / يونيو 2010 06:04 صباحاً

خيري منصور
مختلف جنسيات العالم قررن الابحار من بيروت الى غزة عبر بحر بدأ يستعيد ألقه الاسطوري القديم ، تتقدمهن لبنانيات باسلات ، قالت احداهن ان قلبها يتسع للاديان كلها ، وان كانت مريم هي الاسم والشعار لسفينة عزلاء الا من الايمان والاصرار على كسر الحصار.
الأمازونيات ذات ثورة أنثوية بترن اثداءهن كي لا تعوقهن عن استخدام السهام كالرجال ، لكن المريميات لم يفعلن ذلك ولم يحملن على متن السفينة غير سؤال الحرية ، والشوق الى تحقيق العدل في عالم بدأ يخلو منه.
سفينة مريم هي رد التاريخ على صندوق باندورا الاغريقي والاسطوري الذي قيل عنه بأنه مليء بالشرور الانثوية ، تقول اللبنانية بأن السفينة التي سوف تقلع من بيروت تتجه الى المياه الاقليمية الفلسطينية ، وهذا بحد ذاته يكفي لاعادة الاعتبار الى الجغرافيا المحتلة والتاريخ الذي تحول الى رهينة.
ستخفق اعلام الدول التي تنتسب اليها نساء سفينة مريم في فضاء حر رغم كل المزاعم بأنه أسير أو محتل ، فالنساء هذه المرة يدافعن عن انسانيتهن وعن أطفال لهن لم يلدنهم وآباء وأمهات لم يحملون اسماء أخرى ، لكنهم من الدم ذاته ، والهوية الاصيلة ذاتها.
هكذا تعود مريم الى بيتها ، محفوفة بالمريميات اللواتي قررن ان يمسحن الدمع بأهدابهن عن عيون اطفال غزة ، ومن حقهن ان ينشدن ما كانت نسوة العرب في الزمن الغابر يرددنه.. وهو نشيد النمارق والمفارق في زمن بكى فيه أبوعبدالله الصغير كالنساء وهو يغادر غرناطة ، وخيوله تدبر عن الحمراء..
عيرته أمه عائشة الحوراء بما يجب أن تعيرنا به الزوجات والشقيقات ، اضافة الى الأمهات ، فما ضاع ليس مجرد ملكوت أخضر ، انه عاصمة الارض ، وسرة الجغرافيا الرسولية ، السفينة المريمية بحفيفها السماوي الشفيف ، وخفقان القلوب الدافئة لمن يقفن عليها كالعذارى الخالدات من نخيل وصفصاف وأرز وسنديان وزيتون ، ستواصل الابحار الى حيث يلوح لها المحاصرون بمناديل مبللة بالدمع والدم والعرق ، وسوف يكسر التكرار الحصار كما يحدث للجرار عندما تكون من فخار مغشوش وفارغة الا من الهواء العطن..
انهن نساء بلا حدود.. في بحر هو الآخر أصبح بلا حدود ، ولا تعترف أمواجه القادمة من حيفا بالحواجز والقراصنة ، ان من استدلوا على منابع النور لن يعودوا الى الكهوف ثانية ، نساء ورجالا ، وقد يأتي ايضا موعد الاطفال ، ولا ندري ما الذي سوف يفعله القرصان بسفينة ملآى بالاطفال واللعب،
هل يذبح الطفل ولعبته معا أم يغرق في بحر تحول الى كمين منذ تحالف مع اليابسة والفضاء ضد احتلال أعمى ، وتوحش يعيد الانسان مليون عام الى الوراء... (الدستور)
الأمازونيات ذات ثورة أنثوية بترن اثداءهن كي لا تعوقهن عن استخدام السهام كالرجال ، لكن المريميات لم يفعلن ذلك ولم يحملن على متن السفينة غير سؤال الحرية ، والشوق الى تحقيق العدل في عالم بدأ يخلو منه.
سفينة مريم هي رد التاريخ على صندوق باندورا الاغريقي والاسطوري الذي قيل عنه بأنه مليء بالشرور الانثوية ، تقول اللبنانية بأن السفينة التي سوف تقلع من بيروت تتجه الى المياه الاقليمية الفلسطينية ، وهذا بحد ذاته يكفي لاعادة الاعتبار الى الجغرافيا المحتلة والتاريخ الذي تحول الى رهينة.
ستخفق اعلام الدول التي تنتسب اليها نساء سفينة مريم في فضاء حر رغم كل المزاعم بأنه أسير أو محتل ، فالنساء هذه المرة يدافعن عن انسانيتهن وعن أطفال لهن لم يلدنهم وآباء وأمهات لم يحملون اسماء أخرى ، لكنهم من الدم ذاته ، والهوية الاصيلة ذاتها.
هكذا تعود مريم الى بيتها ، محفوفة بالمريميات اللواتي قررن ان يمسحن الدمع بأهدابهن عن عيون اطفال غزة ، ومن حقهن ان ينشدن ما كانت نسوة العرب في الزمن الغابر يرددنه.. وهو نشيد النمارق والمفارق في زمن بكى فيه أبوعبدالله الصغير كالنساء وهو يغادر غرناطة ، وخيوله تدبر عن الحمراء..
عيرته أمه عائشة الحوراء بما يجب أن تعيرنا به الزوجات والشقيقات ، اضافة الى الأمهات ، فما ضاع ليس مجرد ملكوت أخضر ، انه عاصمة الارض ، وسرة الجغرافيا الرسولية ، السفينة المريمية بحفيفها السماوي الشفيف ، وخفقان القلوب الدافئة لمن يقفن عليها كالعذارى الخالدات من نخيل وصفصاف وأرز وسنديان وزيتون ، ستواصل الابحار الى حيث يلوح لها المحاصرون بمناديل مبللة بالدمع والدم والعرق ، وسوف يكسر التكرار الحصار كما يحدث للجرار عندما تكون من فخار مغشوش وفارغة الا من الهواء العطن..
انهن نساء بلا حدود.. في بحر هو الآخر أصبح بلا حدود ، ولا تعترف أمواجه القادمة من حيفا بالحواجز والقراصنة ، ان من استدلوا على منابع النور لن يعودوا الى الكهوف ثانية ، نساء ورجالا ، وقد يأتي ايضا موعد الاطفال ، ولا ندري ما الذي سوف يفعله القرصان بسفينة ملآى بالاطفال واللعب،
هل يذبح الطفل ولعبته معا أم يغرق في بحر تحول الى كمين منذ تحالف مع اليابسة والفضاء ضد احتلال أعمى ، وتوحش يعيد الانسان مليون عام الى الوراء... (الدستور)