ضريبة البنزين ... تبرير المسؤولين أم تطوع الحواريين

تم نشره الأحد 20 حزيران / يونيو 2010 06:06 صباحاً
ضريبة البنزين ... تبرير المسؤولين أم تطوع الحواريين
ماهر أبو طير

رفعت الحكومة الضريبة على البنزين الى اربعة وعشرين بالمئة ، وبرغم ذلك انخفض سعره بنسبة خمسة بالمئة ، فقط لان استبدالا تم ادى الى حرق فرق السعر ، بطريقة ذكية وناعمة ، وبحيث هلل كثيرون لانخفاضه ، فيما لم يتنبهوا الى الضريبة التي ثبتت.

في الاردن مايزيد عن مليون سيارة تجوب الشوارع ، وفي مكتب رئيس حكومة سابق ، كان في موقعه ، اذ قال لي انه سيأتي يوم يمتلك فيه كل اردني سيارتين امام باب منزله ، وسيأتي يوم لن يستطيع تحريك واحدة منهما ، قال ذلك وهو يستعد لاتخاذ قرار لخفض جمرك السيارات ، الذي جاء مع تسييل مالي لقروض المصارف لتسهيل شراء السيارات.

اذا بقي سعر النفط العالمي والعربي بهذا المنوال فسيرتفع سعره الى ستة عشر دينارا ، وفقا لتقييمات شهرية ، والقرار الحكومي برفع الضريبة على البنزين الى اربعة وعشرين بالمئة لم يشعر به الناس ، لانهم لمسوا خفضا بخمسة بالمائة ، والقصة تتعلق باستبدال انخفاض السعر العالمي ، بضريبة الاربعة والعشرين بالمائة ، وهو استبدال ذكي .

الاردني يدفع ضرائب من شتى الانواع ، واذا عددنا انواع الضرائب لوجدناها لاتعد ولاتحصى ، في بلد تقول احدى شخصياته ان البلد يسير نحو معادلة تنتهي فيه الادوار الابوية للحكومات ، نحو تمويل المواطن لكل احتياجات الخزينة ، وهذا يعني ان كل الاعفاءات الاخرى في طريقها للالغاء اجلا ام عاجلا ، من اجل ان يصبح المواطن هو الممول الوحيد للخزينة ، بلا قروض او مساعدات.

معنى الكلام ان في الطريق ضرائب جديدة ، ان لم يكن هذا العام ، فالعام المقبل ، في بلد يصنف بأنه من اغلى دول العالم.

الحكومات عموما تأخذ ولا تحب ان تعطي ، و تذهب الى الحل الاسهل ، اي فرض الضرائب ، بحيث اختفت الطبقة الوسطى في البلد ، وانضمت الى الطبقة الفقيرة ، مع فرق بسيط ، هو ان هيكل هذا الطبقة الشكلي ، من سيارات وبيوت ، مازال موجودا ، فيما من داخلها لايجد ثمن فاتورة الكهرباء لدفعها.

رفع الاسعار والغلاء ، لم يُبق في الناس ، الا الرمق الاخير ، ومن يبّرر فرض الضريبة ، عليه في الحد الادنى ان يسكت ، اذا لم يكن قادرا على نقدها ، لان لا احد في العالم يقبل الضرائب ، فيما مسؤولو الحكومات المتعاقبة ، بالكاد لديهم الجرأة على شرح سياساتهم ، اما المتطوعون للتصفيق لكل قرار من هذا القبيل ، فيستحقون فروا صناعيا ناعما ، لمزيد من التحسيس عليه في اوقات الفراغ. (الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات