هل تصدر الحكومة سندات بالدولار؟

تم نشره الأربعاء 23rd حزيران / يونيو 2010 05:51 صباحاً
هل تصدر الحكومة سندات بالدولار؟
د. فهد الفانك
اعتادت هذه الزاوية أن تقف مع وزير المالية ومحافظ البنك المركزي بصرف النظر عن تعاقب الأشخاص ، فهذان المسؤولان يأخذان على عاتقهما مهمات صعبة تحتاج لكل الدعم. وإذا فشل أحدهما ، فالاقتصاد الأردني هو الذي يدفع الثمن؟.

لا يعني هذا أننا لن ننتقد إجراءات وزارة المالية أو البنك المركزي ، فالنقد المخلص شكل من أشكال الدعم الذي تحتاجه المؤسستان الحيويتان.

بهذا المفهوم نقرأ توجه وزارة المالية للاقتراض الخارجي بحجة عدم منافسة القطاع الخاص على التسهيلات المصرفية.

هـذه الحجة غير مقنعة ، لأن القطاع الخاص قادر على الاقتراض بالدولار إذا شاء ، والسـيولة الفائضة لـدى الجهاز المصرفي تزيد عن 6ر3 مليار دينار ، فلا خـوف من مزاحمة القطاع الخاص فالسيولة متوفرة ، في المدى المنظور.

أما فكرة الاقتراض الخارجي بحد ذاتها ، سواء بعقد اتفاقيات قروض مصرفية كما كان الحال قبل أزمة 1989 ، أو بإصدار سندات بالدولار في حدود 300 إلى 500 مليون دولار ، فتقف في وجهها عدة اعتراضات!.

أولها أن الأفضلية للمديونية الداخلية بالعملة المحلية ، لأنها لا تحمل نفس خطورة المديونية الخارجية بالعملة الأجنبية التي جربناها وعرفنا عواقبها في مرحلة سابقة.

وثانيها أن الفوائد على المديونية الداخلية تدفع محلياً ، وتظل تدور ضمن الاقتصاد الوطني ، خلافاً للفوائد على المديونية الخارجية ، التي تحوّل للخارج بالعملة الأجنبية ، وتشكل عبئاً على ميزان المدفوعات.

وثالثها أن الحكومة الأردنية قررت قبل عامين تسديد ديون خارجية بالدولار قبل استحقاقها ، وشرحت لنا في حينه الفوائد التي سوف تعود على الموازنة وتخفيض خدمة الديون في المستقبل ، فلماذا تقوم بعملية معاكسة اليوم؟.

ورابعها أن القروض الخارجية كانت تساعد البنك المركزي في بناء احتياطاته من العملات الأجنبية ، وهو هدف لم يعد وارداً لأن حجم الاحتياطي الآن يزيد عن الحد الضروري.

وخامسها أن خدمة الديون الخارجية في موازنات السنوات القادمة تشمل رأس المال والفوائد ، خلافاً للديون الداخلية حيث تقتصر على الفوائد ويمكن تدوير رأس المال.

لن تسقط السماء إذا أضافت وزارة المالية 500 مليون دولار إلى مديونية الأردن الخارجية ، ولكن خطوة كهذه لن تحسب في الجانب الإيجابي ، حتى لو كان بعض مقتني السندات أردنيين.

الراي


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات