مديرية آثار الزرقاء تنفذ مسوحات استباقية

المدينة نيوز :- أنجزت مديرية اثار الزرقاء، مسوحات استباقية، استهدفت التنقيب عن اي اثار محتملة ضمن موقع المفاعل النووي المقترح قرب قصير عمرة، اضافة الى مشروعي توسعة طريقي الازرق وبيرين.

وقال مدير اثار الزرقاء رومل غريب، ان المسوح التي تم انجازها، تاتي انسجاما مع الدور المنوط بمديرية الاثار، والذي يحتم اجراؤها قبل بدء العمل في مشاريع البنى التحتية، كتوسعة الطرق ومد شبكات الصرف الصحي والمياه، مبينا ان المسوح تهدف الى التأكد من خلو مناطق تلك المشاريع من مواقع اثرية قد تندثر في اثناء عملية التنفيذ، مشيرا إلى ان المديرية تشكل فرق باحثين مختصين لهذه الغاية، في حين تتحمل الجهة المسؤولة عن المشروع التكاليف المالية للمسح.

واشار إلى ان المسح المنجز لموقع المفاعل النووي قرب منطقة قصير عمرة في الازرق، طال دائرة نصف قطرها خمسين كيلومترا، واشتمل على البحث والتنقيب وتسجيل كل المواقع الاثرية التي تقع ضمن هذه الدائرة، مبينا ان هيئة الطاقة الذرية اعلنت نيتها اقامة اول مفاعل نووي اردني قرب قصير عمره الذي يعود تاريخه الى العام 750 ميلادية، حيث شيده الامويون كمنتجع لامرائهم في هذه المنطقة.

وبين انه تم لغايات المسح تقسيم منطقة الطريق الى جزءين، الاول يمتد من مثلث الظليل الى مثلث الموقر، والثاني من مثلث الموقر الى منطقة الحرة، مبينا ان آلية العمل تضمنت "مسح وتسجيل ورسم كل المواقع الاثرية التي يتم اكتشافها والتنقيب فيها، مبينا ان مسح الجزء الاول كشف عن العديد من المواقع الاثرية المهمة، والتي تم الطلب من الشركات المنفذة لمشروع توسعة الطريق الابتعاد عنها.

واشار إلى انه تم اكتشاف منزل مكون من ثلاث غرف يحوي عددا من الكسر الفخارية، حيث تم الحفر في الموقع مدة اسبوعين، وتم التحفظ على ما تم ايجاده من كسر فخارية، والسماح للشركة المنفذة بازالة المنزل، نظرا لوجود منازل شبيهة له في منطقة الحلابات، اضافة الى انه يقع في منتصف طريق التوسعة ومن الصعوبة الالتفاف عنه.

وبين ان الجزء الثاني الذي شمله المسح معظمه يقع في منطقة الحرة المعروفة بصخورها البازلتية، واستيطان البشر لها منذ تسعة الاف عام قبل الميلاد، وهي فترة بدأ الانسان خلالها تدجين الحيوانات وبناء معرشات للسكن واستخدام حجر الصوان المتوفر بكثرة من اجل صنع السكاكين ورؤوس السهام.

واوضح انه تم العثور في هذه المنطقة على مواقع اثرية تم توثيقها وتنبيه الشركات العاملة من اجل الحفاظ عليها، مؤكدا ان نهج العمل نفسه اتبع خلال مسح منطقة مشروع توسعة طريق الزرقاء- بيرين غربي الزرقاء، والتي اكتشفت فيها مواقع اثرية كان بعضها يعترض مسار الطريق، ومنها رجم جمعان الذي يعود الى العصر الحديدي الثاني، واستمرت عمليات التنقيب فيه مدة شهر.

وذكر انه تم اكتشاف برج اثري يعود الى فترة المملكة العمونية، التي اخذت اسمها من "ربة عمون" وهي عمان حاليا، مضيفا ان البرج الذي استخدم لاغراض دفاعية، كان يقع في منتصف مسار الطريق، ومن الصعوبة تلافيه واختيار مسار بديل نتيجة لطبيعة المنطقة المليئة بالاودية السحيقة.

وقال ان وزارة الاثار قررت في ضوء ذلك تفكيك البرج ونقله الى موقع خربة زوبيا الاثرية التي تبعد نحو 1500 متر عن خربة جمعان، حيث سيبدأ العمل في اعادة بنائه هناك مطلع الشهر الحالي.

(بترا)