ما وراء مذكرة القضاة؟

تم نشره الخميس 24 حزيران / يونيو 2010 06:15 صباحاً
ما وراء مذكرة القضاة؟
ياسر ابو هلالة

يتسم النظام القضائي في العالم كله بالاستقرار والثبات والاستمرارية، بخلاف المؤسسات السياسية والاقتصادية والعسكرية، التي تقوم على مبدأ التغيير المستمر. مثلا، يخدم كل رئيس أميركي لمدة أربعة أعوام، ولا يمكن أن يعاد انتخابه لولاية إضافية إلاّ مرة واحدة، ويخدم أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي لمدة ستة أعوام. ويمكن إعادة انتخابهم من دون حدود، بينما يتم تجديد نصفي لأعضاء مجلس النواب كل سنتين، ويمكن إعادة انتخابهم إلى ما لا نهاية. أما قضاة المحاكم الفديرالية، بمن فيهم قضاة المحكمة العليا، فيخدمون، من دون أي حدود، مدى الحياة.

هذا الذي مكن المحكمة العليا في أميركا من تثبيت ولاية بوش في الدورة الأولى، عند الاختلاف على عدّ الأصوات، وهي ذاتها التي وجهت لطمة قاسية لبوش عندما اعتبرت سجن غوانتنامو غير قانوني. هذه الحصانة للقضاء لم تعن أبدا عدم مناقشة قرارات المحكمة وتقييم قضاتها وتوجيه الانتقاد لهم.

عندنا تتداول وسائل الإعلام أخبار إقالة قضاة أو استقالتهم وتتحدث عن مذكرات احتجاجية على قانون استقلالية القضاء، وكأننا نتحدث عن قضايا موظفين في وزارة السياحة. ولك أن تقارن ذلك بالنقاش الذي تشهده الولايات المتحدة عند تعيين قاض في المحكمة العليا، بعد وفاة عضو أو استقالته بسبب وضع صحي لا يسمح له بالاستمرار العمل.

توجد إشكالية عندنا في العلاقة بين وزير العدل والقضاة، فكثير من وزراء العدل يعتقدون أنهم مسؤولون عن السلطة القضائية، مع أن الصحيح هو العكس. فالوزير هو المسؤول عن خدمة القضاء ماليا وإداريا وتنفيذيا، وهذه الخدمة لا تجعل له يدا عليا على القضاء.

نريد أن نسمع من وزير العدل ومن القضاة ومن رئيس المجلس القضائي، ما سبب هذه الأزمة وهل الحل هو بقبول استقالات أو إقالات؟ حسنا من حقنا أن نعرف لماذا يستقيل أربعة من أعلى القضاة درجة؟ ولماذا يحتج أكثر من مائة قاض؟

نفهم أن يكون عندنا تراجع في الديمقراطية والسياسة وتراجع في الأوضاع الاقتصادية، لكن لا نفهم، ولا نقبل، أن يكون عندنا تراجع في الثقة بالقضاء، فقد ظل القضاء منذ تأسست الإمارة، وحتى في ظل الأحكام العرفية، محافظا على استقلاليته، ولا يقبل أن يمس اليوم.

ليس من أجل المواطن فقط، بل من أجل المستثمر الأجنبي الذي لا يبحث عن غير القضاء المستقل النزيه، ولا تغريه كثيرا حملات العلاقات العامة التي يسهل اختبارها. فالذين يضعون أموالهم في البلاد لا يعدون دوريات الشرطة في الشوارع، بقدر ما يدرسون بعمق مدى استقلالية القضاء وكفاءته ونزاهته. ( الغد )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات