ع شرفك

تم نشره الخميس 24 حزيران / يونيو 2010 07:18 صباحاً
ع شرفك
ماهر أبو طير

يدعوك أحدهم على طعام العشاء ، ويقول لك إن العشاء على شرف صديق ، وتقبل الدعوة ، لكنك تبقى تسأل نفسك عن علاقة الشرف بمثل هذه الدعوة.

ينتقد ضابط الامن الليبي في قمة سرت العربية ، في شهر اذار الفائت ، قصة اللغو بالشرف ، وحين يعرف انني من الاردن ، يقول انه زار الاردن ، اكثر من مرة ، متسائلا لماذا تحلفون بالشرف ، عند اي قصة ، فيقول لك من امامك "بشرفي" وحين يريد ان يجعلك ان تقسم يقول لك "بشرفك" معتبرا ان هذا لا يجوز.

الشرف رفيع الدرجات ، والشرف لدى العرب يعني اولا المرأة والعرض ، ويمتد في تفسيراته الى الشرف الشخصي للرجل ، بمعنى رجولته ، والذي يدعوك الى العشاء على شرف صديقه ، يريد ان يقول لك ان العشاء تكريم لفلان لشرفه الفخري بين الرجال ، غير ان تعبير الشرف يبقى حساسا في شرق المتوسط ، وصحاريه الغامضات ، ومدنه المترهلات.

الذي يريد ان يشتم انسانا اخر يقول عنه "ماعنده شرف" والاهانة تحتمل تفسيرات كثيرة ، تبدأ بأنعدام قيم الذكورة التي تعني الخشونة والرجولة والكرم والسطوة وغير ذلك ، وتصل حد الغمز من سمعة الانسان على صعيدها الانثوي ، عبر مامضى من ايام غابرات ، وقد يشتم المرء والدك فتسكت ، لكنه اذا غمز من شرفك بكلمة يتم قتله او هدر دمه.

من الجرائم الدموية ، جرائم الشرف ، واذا سمع المرء كلمة حول اخته او ابنته ، يرديها قتيلة ، دون ان يتأكد في حالات كثيرة ، مما سمع ، وتسمية هذه الجرائم بتلك المرتبطة بالشرف ، تسمية جائرة ، لاننا في حالات كثيرة ، نكتشف ان "المؤودة" اكثر شرفا من القاتل ، غير ان القانون يمنحه العذر المخفف ، لان الشرف يغفر ويغفر ، خصوصا ، للذكور.

زميلنا عبدالهادي راجي المجالي كتب مقالا نادرا ذات مرة حول قصة"الشرف"وكيف نزج بالتعبير في كل قضية ، ومطالعته تأخذني الى اشكال اخرى ، من توريطنا للتعبير فيما يستحق ولايستحق ، على الرغم من القدسية في المعنى والجذور المتوارثة بشأن التعبير ومخاطره الاجتماعية.

في المحصلة من يريد ان يقيم مأدبة طعام يستغل تعبير"الشرف" ومن يريد ان يقتل يستغل "الشرف" كسبب مخفف ، ومن يريد ان يشتم انسانا يدير معركته معه من زاوية "الشرف" ومن يريد تعيين انسان في موقع بلا صلاحيات يصفه برئيس الشرف الفخري ، ومن يريد تدليلك يقول لك انه قرر اقامة غداء "ع شرفك" ، دون ان تمنعه من زج "الشرف" وسط كومة اللحم والارز والصنوبر والجميد المسال.

"خلوا الشرف ع جنب"،،. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات