الانذار الاميركي لتركيا

تم نشره الخميس 24 حزيران / يونيو 2010 07:16 صباحاً
الانذار الاميركي لتركيا
حياة الحويك عطية

منذ العام 2007 والمخابرات الاميركية واجهزتها الراصدة تقدم لتركيا ما يساعدها على استباق تحركات حزب العمل الكردستاني ، ولذلك عبرت الصحف الغربية عن استغرابها من كون الاجهزة الاميركية قد امتنعت هذه المرة عن تزويد تركيا باية معلومات مما ساعد على تنفيذ العمليتين الارهابيتين اللتين كلفنتا تركيا غاليا . بل ان عدة افتتاحيات قد اكدت على ان واشنطن قصدت توجيه انذار الى انقرة ، عبر امر اجهزتها بحجب معلوماتها عن تحركات الارهابيين.

غير ان استغراب الصحف الاوروبية ليس في مكانه لانه كان من الطبيعي ان تحاول الولايات المتحدة واسرائيل توجيه انذار لحكومة رجب طيب اردوغان بعد مواقفه من اسرائيل ومن الولايات المتحدة بذاتها . خاصة بعد حادثة مرمرة وبعد موقفه من ايران .

اما تصريح السفير الاميركي في انقرة جيمس جيفري ، غداة العملية الارهابية الثانية ، بان الولايات المتحدة ما زالت مستعدة للبحث بشكل فوري في اي طلب تركي للمساعدة ، فانه تصريح يؤكد على تورط واشنطن في"عدم المساعدة" ، كما يؤكد على مسالة بديهية في التعامل الديبلوماسي بين الدول : اطلبوا منا المساعدة ، وسنبحثها بسرعة ، مما يعني اننا سنحدد مطالبنا المقابلة لتقديمها .

هذا اذا طلبت تركيا المساعدة ، اما اذا لم تفعل فان انواعا من المضايقات ستستمر بهدف دفع تركيا الى انتخابات مبكرة من المؤمل ان تبعد حزب العدالة والتنمية عن الحكم ، او على الاقل ان تبعد زعاماته الحالية عن القيادة ، وتجبره على مراجعة سياسته الاقليمية .

كل هذه المعلومات المتداولة في الاعلام الغربي تعزز دوافع الانقسام الحاصل في صفوف حزب العمال الكردستاني ، فهذا الحزب الذي طالما ناضل لاجل اكراد تركيا ، انما ربطت قياداته التقليدية نضالها بالكفاح ضد اسرائيل ، ويذكر كل من عايش اجتياح لبنان عام 1982 ، ان عبد الله اوغلان نفسه كان اخر المقاتلين المنسحبين من قلعة الشقيف بعد معركتها الاسطورية ، كما يذكر كل من عايش تلك الفترة طبيعة كوادر حزب العمال الذين كانوا يعيشون في قواعدهم في البقاع اللبناني .

لذلك فان انشقاق من يسمون انفسهم بصقور الحزب - وهم من تبنى عمليات اسكندرون واسطمبول - ليس بعيدا عن هذا العمق السياسي الذي يقرب جناح اوغلان من اردوغان .

واخيرا فان هناك عنصرا بالغ الاهمية يكمن في انفتاح سياسات حزب العدالة والتنمية على حل المسالة الكردية في تركيا ، عبر منح الحقوق ومنها الحقوق الثقافية واللغوية . حيث ان هذا الانفتاح سيصب في صالح تذويب التازم الكردي في البلاد ، وبالتالي سيقضي على ورقة غالية جدا بيد الاميركيين واسرائيل ، ورقة لا تقتصر فائدتها على تركيا وانما على سوريا وايران ، وهذا ما لا تريد ان تسمح به باي حال الولايات المتحدة الاميركية ، خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ما حققه المشروع الاميركي - الاسرائيلي في كردستان العراق .

من هنا يجب ان تتحرك جميع القوى في المنطقة ، لفضح هذا المخطط ، ولدعم حكومة اردوغان ، ليس فقط في تحولاتها السياسية ازاء القضية الفلسطينية ، التي ان فشلت فلن نجد من يتجرا على دعمنا بعدها . بل ودعمها ايضا في مشروعها التصالحي الوطني الذي ينسحب نجاحه او فشله على المنطقة كلها وبشكل بالغ الخطورة .

ينسحب ، على سوريا وايران - بعد تركيا - فيما يخص الوجود الكردي وتحويله الى قاعدة اسرائيلية ، او ذوبانه في النسيج الوطني ، وينعكس على كل الدعاوى الانفصالية الاخرى المبنية على الاختلاف الاتني او الديني ، التي من شانها ان تمزق المنطقة اربا اربا . (الدستور )

حياة الحويك عطية


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات