الشراكة مع بالاو وناورو وفانوانو

تم نشره الجمعة 25 حزيران / يونيو 2010 02:06 صباحاً
الشراكة مع بالاو وناورو وفانوانو
طاهر العدوان

عزيزي القارئ حاول ان تحفظ هذه الاسماء, وهي بالمناسبة اسماء دول: ساموا, جزر سليمان, وبالاو, وناورو, وفانوانو, وتونغا, تافالو وفيجي, ميكرونيزيا, وجزر المارشال.

اما الموضوع, فهو مناسبة انعقاد مؤتمر لوزراء الخارجية العرب ومعهم امين عام الجامعة العربية في ابو ظبي مع وزراء خارجية الدول المذكورة اعلاه التي تنتمي الى ما يسمى بـ "جزر الباسفيك". من اجل اقامة "شراكات" اقتصادية وسياسية بين العرب وبين هذه الدول او الدويلات اضافة الى وجود "هدف اسمى" وهو التعريف بالقضايا والمواقف العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. الخ.

في الحالة الانسانية تسمع احيانا وتقرأ او تشاهد في الاخبار عن حدث كبير يثير فيك الفضول لمتابعته ويدفعك التفكير الى التحليل السياسي لمعرفة دلالات هذا الحدث وانعكاساته على الاوضاع الاقليمية والدولية, مثل خبر اقدام اوباما على اقالة الجنرال ماكريستال قائد القوات الامريكية في افغانستان, لكن ماذا يترك في الانسان سماع خبر لقاء الوزراء العرب أقرانهم في الدول المذكورة اعلاه?!

الجواب لا شيء, ليس بسبب هامشية الحدث فقط, انما لان المواطن العربي لم يعد يتابع بالاهتمام اي نشاط سياسي عربي على مستوى الجامعة العربية. غير ان في الحدث (الباسيفيكي - العربي) ما يدعو الى البحث في الوجه الاخر للحالة السياسية العربية الراهنة.

سأتوقف عند مسألتين: الاولى: ان الدول العربية التي فشلت في اقامة اية شراكة فاعلة ومؤثرة, بين دولها الـ 22 ، لا يمكن للمجتمع الدولي ان (يَقبْضها بجد) عندما تتحدث عن شراكة مع دول في ابعد اصقاع الارض. فمأساة الدبلوماسية العربية, انها فشلت في انجاز شراكات مع دول الجوار غير العربي كما انها حطمت (الشراكات) التي كانت قائمة مع دولة مثل الصين, التي رفضت في لقاء اخير مع الوزراء العرب عبارة "القدس عاصمة الدولة الفلسطينية". مع ان بكين كانت, على مدى نصف قرن, النصير الاكبر للقضية الفلسطينية في المجتمع الدولي, لكنها عندما وجدت ان العرب الرسميون يهتمون بصداقاتهم وشراكاتهم مع انصار اسرائيل مثل (الولايات المتحدة) مليون مرة اكثر من اهتمامهم بالصداقة مع الصين. ارادت ان تحدث "صدمة" للدول العربية كي تكون صادقة مع نفسها ومع شعوبها.

المسألة الثانية: ان القول بان هدف اللقاء مع دول الباسفيك جرها الى جانب القضايا العربية في الامم المتحدة, هو ادعاء ساذج, فالمعروف ان الاغلبية العظمى في الجمعية العامة تقف مع القضية الفلسطينية, وكان الاجدى والانفع للوزراء العرب, ان يغيروا وجهتهم من ابو ظبي الى واشنطن للضغط على البيت الابيض الذي يواصل تشجيع تهويد القدس المحتلة باصدار البيانات الهزيلة المشبعة بعبارات الاستهانة بالعرب وقضيتهم المركزية, مثل البيان الاخير حول هدم البيوت في سلوان, الذي لم يتضمن اي تنديد باجراءات الاحتلال المخالفة للقانون الدولي, انما اكتفى بمطالبة الفلسطينيين والاسرائيليين (بالحفاظ على اجواء الثقة), وكأن الجرافات الفلسطينية تهدم المنازل في تل ابيب!!.

اخيرا, من يسمع عن المؤتمر العربي - الباسفيكي, يعتقد ان الوزراء العرب لا يتركون كبيرة ولا صغيرة من اجل خدمة القضية الفلسطينية والمصالح العربية. والواقع انهم تركوا المهمات الكبيرة وكأنها (كبائر). ولم يعد امامهم غير التفرغ لشراكات مع بالاو وناورو وفانوانو... الخ
. ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات