هل يمكن جعلها مختلفة؟

تم نشره الجمعة 25 حزيران / يونيو 2010 02:12 صباحاً
هل يمكن جعلها مختلفة؟
جميل النمري

أحد التعليقات على موقع "الغد" طرحت عليّ الأسئلة الاستنكارية الآتية: هل من الممكن، يا أستاذ، أن ترشدنا عن الاسباب التي تجعل المواطن ينتخب؟ ما هي الدوافع للشباب للتوجه لصناديق الانتخاب؟ من هو النائب الذي سيختلف عن النواب الآخرين والذي سيحاول أن يقوم بالتغيير؟

أنا لا اريد التبشير بادّعاءات بعيدة عن الواقع، ولا تقديم موعظة نظرية عن أهمية الانتخاب، وعن الديمقراطية والمشاركة ودور الشباب، فتجربة الناس مع الانتخاب ومجلس النواب لا تسرّ، ومن دورة لأخرى كانت القناعة تتراجع بأهمية الانتخابات في التغيير وتقرير المستقبل. وفي استطلاع مركز الدراسات في الجامعة الأردنية قرأنا أرقاما مؤسفة عن نسبة عرض المال لشراء الأصوات في الانتخابات الماضية (42 % من الذين انتخبوا يعرفون عن أشخاص قاموا ببيع أصواتهم) ، وما يمكن أن نطلق عليه التصويت السيئ يتفاقم بقدر ما تتراجع الثقة بأهمية الانتخابات وتضمر الدوافع الإيجابية للمشاركة.

في الاستطلاع نفسه، فإن نسبة من قرروا سلفا مقاطعة الانتخابات المقبلة هي 24 % مقابل 67 % يريدون أو يرجحون المشاركة، وبالنظر الى معدل المشاركة في الدورات الماضية وكان يتراوح حول 55 %، يمكن قراءة هذه النتيجة إيجابيا؛ لكن هل ستذهب هذه النسبة فعلا للاقتراع؟ هذا يعتمد على المناخ العام للانتخابات المقبلة. ورغم أننا نصف الانتخابات إجمالا بالعشائرية فإن أكثر من نصف الناخبين ينتمون الى عشائر وعائلات لا تقدم أي مرشح، وهؤلاء يختارون مرشحيهم بقرار فردي أو عائلي وليس عشائريا. التصويت العشائري موجود لكنه لا يمثل أغلبية الناخبين، والمشكلة هي في غياب الطابع السياسي للانتخابات، وحسب الاستطلاع فان 31 % انتخبوا على أساس صلة القرابة أو توجه العشيرة و16 % بسبب مساعدة وخدمات، ويبقى أكثر من النصف موزعين على اعتبارات مختلفة، لكن عند السؤال عن الصفات التي تدفعهم لاختيار المرشح تم ذكر التواضع والجرأة والثقافة بنسب بين 84 % و 75 % وصلة القرابة بنسبة 36 %.

إن نوعية المرشحين والمناخ العام السائد يمكن أن يساهما في رفع سوية الانتخابات، وكنّا نريد نظاما انتخابيا يتيح تشكيل قوائم ذات لون سياسي، وإذ لم يتحقق هذا نلاحظ توجها ذاتيا لإعلان قوائم ذات لون سياسي ويجب تشجيع ذلك بقوّة. إن أحد أشكال رفع سويّة الانتخابات هو أن لا يظهر المرشحون مجرد افراد معزولين، لا شأن لهم بشيء خارج دوائرهم، حيث ينشدون ود الناخبين للحصول على منصب النيابة! نريد أن نرى كل المرشحين المحتملين يساهمون في تشكيل قوائم. الأحزاب السياسية كما هو واضح ستشارك في الانتخابات، وجبهة العمل الاسلامي ستقدم قائمة، وحزب التيار الوطني أعلن نيته تشكيل قائمة، وأتوقع ان ثلاث قوائم أو أربعا أخرى يمكن ان تمثل التيارات القومية واليسارية والوطنية والليبرالية، أو تقاطعات بينها. ويمكن ان تنضوي تحتها الأغلبية الساحقة من المرشحين. وبهذه الصيغة يمكن إدارة حملات انتخابية بنكهة مختلفة، وللحديث صلة. ( الغد )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات