في مجلة اكونومست البريطانية (29/5/2010) معالجة قصيرة لانحياز جديد ومستغرب من جانب كندا لصالح إسرائيل، بعد أن كانت كندا تأخذ موقفاً متوازناً من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
تقول المجلة: في آخـر زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى كندا عام 2002 اضطر لإلغاء زيارته لجامعة مونتريال نظـراً لعنف المظاهرات ضده. أما في 31 أيار الماضي فقد وجد استقبالاً حاراً لا يحصل عليه سوى الحلفاء.
الانقلاب في الموقف السياسي الكندي تجاه قضية الشرق الأوسط كان بقيادة رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر الذي أراد أن يعوض إسرائيل عن برود علاقاتها مع الولايات المتحدة في عهد أوباما.
هذا الانحياز بلغ حداً جعل وزير خارجية إسرائيل المتطرف افيجدور ليبرمان يقول: من الصعوبة بمكان أن نجد هذه الأيام دولة أكثر صداقة لإسرائيل من كندا، فلا توجد أية دولة في العالم تظهر تفهماً كهذا لمواقف إسرائيل؟.
عند تسلمه تقاليد الحكم في كندا، كان أول قرار لرئيس الوزراء هاربر هو قطع المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية كرد على فوز حماس في الانتخابات التي جرت في تموز 2006.
هاربر وصف عدوان إسرائيل على لبنان بأنه إجراء محسوب، ولم يغير موقفه بعد أن قتلت إسرائيل في ذلك العدوان سبعة مدنيين كنديين وجندياً كندياً في قوات حفظ السلام الدولية.
وزير خارجية كندا آنذاك بيتر مكيه قال: لا توجد صعوبة في الاختيار والانحياز بين ديمقراطية (يقصد إسرائيل) تتعرض للاعتداء من جانب إرهابيين ومجموعات من القتلة بدم بارد (يقصد الفلسطينيين واللبنانيين).
منذ ذلك التاريخ لم تتردد كندا في دعم جميع المواقف الإسرائيلية، وأوقفت دعمها لوكالة الأمم المتحدة للإغاثة والتشغيل لأنها تساعد 7ر4 مليون لاجئ فلسطيني في الشتات، بل إن المنظمات المؤيدة لإسرائيل تدّعي أن وكالة الغوث الدولية مخترقة من جانب حماس. ويقول وزير كندي: أن أي هجوم على إسرائيل يعتبر هجوماً على كندا.
استكمالاً لهذا البرنامج المعادي تحاول الحكومة الكندية توجيه الرأي العام لصالح إسرائيل، وأوقفت دعمها لجمعيات خيرية مسيحية بحجة أن لديها مشاعر ضد السامية، وأخيراً تم قطع المعونة المقررة للاتحاد الكندي-العربي بعد أن وصف رئيسه وزيرة الهجرة بأنها عاهرة محترفة !
كندا تنحاز لإسرائيل
تم نشره السبت 26 حزيران / يونيو 2010 03:09 صباحاً

د. فهد الفانك
الراي