اسرائيل تبتلع البحر

تم نشره السبت 26 حزيران / يونيو 2010 03:14 صباحاً
اسرائيل تبتلع البحر
فهد الخيطان

المعركة على »المتوسط« بدأت بمجزرة قوافل الحرية وتتواصل بالاستيلاء على ثرواته
البحر لم يبتلع اسرائيل كما كانت تهدر الجماهير العربية في الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم, اسرائيل هي التي ابتلعت البحر الأبيض المتوسط وثرواته ايضا.

فبعد ان تمكنت من حسم المعركة والاستيلاء على الأرض تتجه اسرائيل اليوم لخوض معركة السيطرة على مياه »المتوسط« حتى لو استدعى الأمر استخدام القوة على حد قول وزير البنى التحتية عوزي لانداو.

ما اشعل المعركة على »البحر« هو اكتشاف شركة نوبل للطاقة حقلا ضخما للغاز يزيد مخزونه على 122 ترليون قدم مكعب يمتد على طول السواحل اللبنانية والفلسطينية وصولا الى بحر غزة وتقدر شركة بي. جي البريطانية احتياط حقل غزة بنحو 1.4 ترليون قدم مكعب. وسارعت السلطة الفلسطينية قبل عامين الى اجراء مفاوضات مع اسرائيل لبيعها الغاز بقيمة 4 مليارات دولار قبل ان تخطف حركة حماس الصفقة منها كما »خطفت« من قبل قطاع غزة. لكن فشل المفاوضات بين اسرائيل والشركة البريطانية خيب آمال رجال البزنس في رام الله المتعطشين للثروة.

لبنان هي البلد العربي الوحيد الذي رفع صوته متحديا اسرائيل واعلن اكثر من مسؤول لبناني ان الثروة الكامنة في عمق »المتوسط« ليس حقا خالصا لاسرائيل لان جزاء من الحقول يقع في المياه اللبنانية. وقد اثبتت الخرائط ذلك بشكل قطعي مثلما اثبتت ايضا حق الفلسطينيين في حقول الغاز قبالة غزة.

الموقف اللبناني الصلب في مواجهة اسرائيل يؤشر على مواجهة مقبلة بين المقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله واسرائيل سيكون البحر ميدانها الرئيسي. وكما كانت قضايا مثل الأسرى ومزارع شبعا والخروقات الاسرائيلية المستمرة مبررات مشروعة لتمسك حزب الله بسلاحه, فان الدفاع عن حق لبنان في مياه البحر سيكون سببا وجيها للابقاء على السلاح, لا بل التفاف اللبنانيين جميعا حول العنوان الجديد للمقاومة.

حجم الاحتياط في »المتوسط« وحسب خبراء عالميين سيجعل من اسرائيل مصدراً رئيسياً للغاز وسيحقق مردوداً عظيماً لاقتصادها. ولبنان الذي يعاني من عبء فاتورة الطاقة سيدافع عن حصته باستماة للتخلص من كابوس الفاتورة النفطية.

يستحق لبنان دعما عربيا في معركته المقبلة كما يستحق الفلسطينيون دعما مماثلا. اسرائيل ومنذ اللحظة التي ارتكبت فيها المجزرة بحق ابطال اسطول الحرية قررت ان تجعل من البحر الأبيض المتوسط »بركة« خاصة لها هكذا فهمت مشروع الشراكة من أجل المتوسط, او هكذا كان في ذهن ساركوزي عندما اطلقه وحشد من حوله العرب والاوروبيين.

يمكن للعرب فعل الكثير للحؤول دون ابتلاع اسرائيل للبحر وخيراته, عليهم اولا التحرك على كل المستويات الدولية لكشف مخاطر القرصنة الاسرائيلية بحق ثروات »المتوسط«, وانتزاع قرار اممي يمنع اسرائيل من التنقيب قبل الاقرار بالحقوق الفلسطينية واللبنانية, والى ان يتحقق ذلك ينبغي على الدول العربية وخاصة الخليجية مقاطعة الشركات الأجنبية التي توقع اتفاقيات تنقيب مع اسرائيل والانسحاب من مشروع الاتحاد من أجل المتوسط اذا ما استمرت اوروبا في موقفها المنافق تجاه اسرائيل.

لقد خسرنا معركة الأرض مع اسرائيل فلا تجبروننا على خسارة معركة البحر.0

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات