تأشيرة الى الغرب

تم نشره الأحد 27 حزيران / يونيو 2010 06:27 صباحاً
تأشيرة الى الغرب
ماهر أبوطير

الاردنيون الذين يذهبون الى السفارة الامريكية في عمان ، من اجل تأشيرة سفر ، ما زال عددهم كبيرا ، واذا كانت السفارة ترفض من تريد ، وتعطي من تريد ، فان عدد طالبي التأشيرات ما زال في ازدياد.

السفارات الغربية الاخرى تشهد طلبا متزايدا للحصول على التأشيرات لاسباب مختلفة ، وهجرة الشباب الى الخارج ما زالت الحل الوحيد لمواجهة الوضع الاقتصادي الصعب ، ورغم الشروط غير السهلة التي يتم فرضها ، الا ان حلم الهجرة يسيطر على كثيرين ، رغم التراجع الاقتصادي في الغرب.

عدد الاردنيين في الولايات المتحدة واوروبا كبير ، وخلال العامين الفائتين عادت عائلات كثيرة الى الاردن ، لاعتبارات تتعلق بسوء الوضع الاقتصادي في امريكا ، مثلا ، ولاسباب اجتماعية من بينها "تربية البنات" الا ان ذلك لم يؤثر على العدد الاجمالي ، لان الهجرة ما زالت ترسل شبابا الى الخارج ، خصوصا ، من ذوي الكفاءات العلمية.

وحدنا نفتخر في هذه الدنيا بوجود كفاءات في الخارج ، ونستمتع كل فترة بالحديث عن تحويلاتهم المالية الى عمان ، وهذا فخر زائف ، ويؤشر على اننا نفرط بالكفاءات تحت مسمى دورنا في بناء العالم ، بعد ان يكون كل واحد منهم قد درس وتعلم وتعب وشقي ، وعاش بدراهم محدودة ، وسط مناخات طاردة للكفاءة من الحسد والتحاسد والكيد ، وقلة البركة ، فيضطر كثيرون الى الهروب الى الغرب ، للعيش بطريقة افضل.

المؤسف ان الذين عادوا الى عمان بعد مغترباتهم في العالم ، يعانون اليوم اشد المعاناة ، من الغلاء وصعوبة الحياة ، وسرعة صرف الدينار ، وعدم القدرة على مضاعفة المال ، وهم تحت مطارق مخاوفهم الاجتماعية يضطرون للتكيف ، لكنك تعرف انهم في واد اخر ، جراء عدم قدرتهم على مطابقة حياتهم السابقة على حياتهم الحالية ، وينصحون من يسألهم النصيحة ممن يرغبون بالعودة الى البلد ، ان لا يعودوا ، وان يقتنعوا بما لديهم ، حتى لا يندموا في وقت لاحق.

اعداد الاردنيين الواقفين في طوابير السفارات الغربية في عمان ، تتزايد والكل يحمل اوراقه وصوره وكشفه المصرفي ان توفر ، ودعوة من هنا وهناك ، من اجل الخروج ، بحيث بتنا نتسبب بطرد اللامعين والمبدعين والمميزين ، الى المهاجر ، والارقام تقول ان عدد الذين يهاجرون بات في ازدياد ، خلال الفترة الماضية ، خصوصا بعد جنوح الظرف الاقتصادي نحو الاصعب.

المؤشرات السلبية تأخذك الى قصص هيكلة المؤسسات والشركات الاردنية ، وبدء استغناء كثرة ، عن موظفيها ، وفي التوقعات ان تشتد حمى الهيكلة والفصل خلال النصف الثاني من هذا العام ، وهذا يعني مصاعب كبيرة لعدد من الكفاءات التي لديها خبرتها ، ولن تجد سوى بوابات السفارات الغربية للسفر تحت اي ذريعة ، دون ان نبذل جهدا ، لوقف هذا النزيف في الموارد البشرية.

لا يهاجر الانسان من وطنه الا مرغما ، غير ان فخرنا الزائف بعدد مواطنينا في الخارج ، اعتراف بشكل غير مباشر ، اننا لم نؤمن لهم الحياة الكريمة ، ففروا الى مشارق الارض ومغاربها ، وصورة الاردنيين امام اقسام التأشيرات في السفارات الغربية صورة مؤسفة جدا.
(الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات