خطة إصلاح مالي

تم نشره الإثنين 28 حزيران / يونيو 2010 05:43 صباحاً
خطة إصلاح مالي
د.فهد الفانك

الجدول الذي تصدّر برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي ولخص أهدافه ونتائجه يقترح أننا لسنا إزاء برنامج عمل لهذه السنة فقط ، بل خطة إصلاح متوسطة المدى ، تتعلق بعدة سنوات قادمة ، مما يذكرنا بأسلوب صندوق النقد الدولي الذي كان ُيعد جدولاً بالأهداف والتوقعات ، ويعيد تحديثه كل ستة أشهر على ضوء التطورات.

بهذا المعنى فإن الأرقام والنسب المئوية التي جاء بها هذا البرنامج الوطني ليست نهائية ، بل قابلة للتعديل والتطوير على فترات متقاربة ، ويمكن اعتبارها توقعات مبدئية أكثر مما هي أهداف نهائية.

معظم الإجراءات التي جاء بها البرنامج ذات طابع مالي. وهذا صحيح لأن المشكلة الأساسية المطلوب إيجاد الحلول لها هي مشكلة مالية في الأساس ، وعنوانها عجز الموازنة وبالتالي ارتفاع المديونية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي.

الهدف المباشـر للإجراءات المتخذة هو زيادة إيرادات الخزينة من ناحية ، وتمكينها من تقديم دعم جديد وإعفاءات جديدة ذات مبررات اجتماعية بالدرجة الأولى من ناحية أخرى ، وذلك تطبيقاً لشعار حماية الطبقة الدنيا ودعم الطبقة الوسطى ، الذي رفعته الحكومة.

هذا الفهم يضع الاعتبارات الاجتماعية في موقع مضاد للاعتبارات والأولويات المالية ، ولكن نظرة أعمق قد تدل على أن بعض الإصلاحات الاجتماعية وتحسين أوضاع الفئات الأقل حظاً ، لها انعكاسات إيجابية في الجانب الاقتصادي والمالي على المدى الأبعد.

في البرنامج قدر من التحفظ والبعد عن المبالغة في التوقعات ، فالمديونية سوف ترافقنا لمدة طويلـة ، وبالرغم من النمو الاقتصادي بالأسعار الجارية ، فإن نسبة المديونية إلى الناتج المحلي الإجمالي لن تبدأ بالانخفاض إلا في السنة الثالثة من العمل الدؤوب.

إجمالاً فإن الأرقام المستهدفة للنمو الاقتصادي الحقيقي معتدلة وقابلة للتنفيذ ، أما افتراض أن ينخفض معدل التضخم سنوياً فليس هناك ما يسنده ، خاصة وان معدل التضخم يتأثر بعوامل كثيرة ومتغيرات ليست كلها تحت السيطرة.

لم تذكر الخطة ما هي الافتراضات العامة التي تنطلق منها ، وخاصة فيما يتعلق بالسعر العالمي للبترول والمنح والمساعدات العربية والأجنبية ذلك أن غياب الافتراضات المحددة يعني افتراض استمرارية الأحوال العادية وعدم أخذ المفاجآت بالحسبان فلكل حادث حديث.
(الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات