ما يفعله الحاخامات

يأتي السياح الاسرائيليون الى الاردن ، ومعهم دفائن عبرانية ، يتم دفنها في مادبا وقرى السلط والاغوار ومناطق قرب ضانا ، والبترا ، دون ان يعرف عنهم احد في اغلب الحالات.
يعترف مسؤولون بوجود "نبش اسرائيلي" في منطقة مثل "البترا" ودفن لقطع عليها رموز يهودية في تلك المناطق ، مع الاقرار بأنه تم ضبط حالات لسياح يقومون بهذه الفعلة ، والارجح ان هناك مئات الحالات الاخرى ، لم يعرف عنها احد ، والدفائن منوعة ما بين المزورة ، وتلك التي لها تأثيرات سلبية معينة مرتبطة بعلوم روحانية لدى اليهود.
احدى الحكايات هي لسياح اسرائيليين ذهبوا الى مادبا وزاروا شخصاً ، وحذروه من مغبة حفر قطعة ارض له ، والبناء عليها ، قائلين له انه اذا قام بحفرها والبناء عليها ، فسيندم اشد الندم ، وكان مثيراً لصاحب الارض ، ان يعرفوا نيته بحفر الارض والبناء ، وكأن هناك من يتابعه ويعرف افعاله ، وحتى اليوم لم يعرف الرجل سر قطعة الارض بالنسبة للسياح ومن ارسلهم ، وحين تحداهم وبدأ بحفر الارض ، حدث مالاتحمد عقباه ، وتراجع عن البناء ، وهي قصة من الصعب رواية تفاصيلها الكاملة.
حكاية اخرى تقول ان اليهود يرسلون حاخامات يهودا الى البلد ، بجنسيات اجنبية ، ولا يلبسون لباس المتدينين ، وهؤلاء هم الاخطر لانهم يمسحون البلد جغرافيا ، لاسباب دينية ، ويقومون بجولات على الاقدام لمسافات طويلة ، وقد سمعنا مرارا عن تيه السياح الاسرائيليين في مناطق الجنوب ، ولااحد يعرف لماذا يذهبون الى الطفيلة والكرك ، وما سبب انهماكهم لساعات في القراءات الروحانية الدينية ، ليلا ، افراداً ومجموعات في هذا البلد ، وفي مواقع يعرفونها مسبقا.
قصة حفر رمز "عبراني" على اثر من الاثار ، او على "البترا" قصة مهمة وخطيرة ، غير ان القصة لاتقف عند هذا الحد ، اذ هناك اسرائيليين يبحثون عن مخطوطات يهودية معينة ، وهناك اسرائيليون يسعون لتهريب المخطوطات اليهودية من العراق عبر الاردن ، وهناك بحث عن "ذهب يهودي" مزعوم ، وعن قبور ليهود دفنوا على حد زعمهم في ارض الاردن قبل الاف السنين.
النبش الاسرائيلي ليس جديداً ، وماهو خطير حقا ، ان لاتتمكن وزارة السياحة ولا اي جهة رسمية من رصد ما يجري بشكل كامل ، لان الوزيرة المختصة تعترف ، قبل يومين ، بوجود "نبش اسرائيلي" لكنها تتحدث عن حالات ، وتقر بوجود تفلتات اسرائيلية ، واخطر هذه التفلتات حين يأتيك السائح يهوديا في مهمة محددة ، لكنه يدخل البلد بجنسية اجنبية ، ويسوح وينوح ويحفر ويدفن ويقرأ ويتمتم ، ونحن في نومنا غرقى.
الاردن ليس خارج الخطر ، وأغلب اليهود يعتبرون الاردن جزءاً من اسرائيل التاريخية ، ويعتبرون وجود الاردنيين والفلسطينيين طارئا ، ولا بد من ابادتهم ، وعلى هذا فان المؤسسة الدينية اليهودية وحاخاماتها يضعون الاردن تحت ضوء الشمعدان اليهودي ، ولا يتركونه في حاله ، سرا ، ومن الادلة هناك ما يقال وما لا يقال ، عما يجري ضد البلد واهله.
اللافت للانتباه ليس مايفعله السياح الاسرائيليون فقط ، بل ما يفعله "الحاخامات" عبر ادوات كثيرة ، من بينها وفودهم السياحية الملعونة على ارض الاردن المقدسة والمباركة ، وهي سلسلة من الافعال ، اشتدت حدتها في السنين الاخيرة ، تحديدا ، وماهو مؤسف ان يلجأ بعضنا لتصغير البلد والتقليل من شأنه ، فيما هو ذو سر عظيم وقدر كبير ، ومستهدف لاعتبارات كثيرة.
ويبقى السؤال..هل احتل اليهود فلسطين ، من اجل السياحة في الاردن ، وهل يمتلكون ترف السياحة في اخطر مرحلة في مشروعهم ، وهل يضيع اليهود وقتهم من اجل السياحة ، ام من اجل ما هو اخطر.
للاردن العز والمجد ، ولفلسطين الحرية والتحرير. ( الدستور )