ما يفعله الحاخامات

تم نشره الثلاثاء 29 حزيران / يونيو 2010 06:41 صباحاً
ما يفعله الحاخامات
ماهر ابوطير

يأتي السياح الاسرائيليون الى الاردن ، ومعهم دفائن عبرانية ، يتم دفنها في مادبا وقرى السلط والاغوار ومناطق قرب ضانا ، والبترا ، دون ان يعرف عنهم احد في اغلب الحالات.

يعترف مسؤولون بوجود "نبش اسرائيلي" في منطقة مثل "البترا" ودفن لقطع عليها رموز يهودية في تلك المناطق ، مع الاقرار بأنه تم ضبط حالات لسياح يقومون بهذه الفعلة ، والارجح ان هناك مئات الحالات الاخرى ، لم يعرف عنها احد ، والدفائن منوعة ما بين المزورة ، وتلك التي لها تأثيرات سلبية معينة مرتبطة بعلوم روحانية لدى اليهود.

احدى الحكايات هي لسياح اسرائيليين ذهبوا الى مادبا وزاروا شخصاً ، وحذروه من مغبة حفر قطعة ارض له ، والبناء عليها ، قائلين له انه اذا قام بحفرها والبناء عليها ، فسيندم اشد الندم ، وكان مثيراً لصاحب الارض ، ان يعرفوا نيته بحفر الارض والبناء ، وكأن هناك من يتابعه ويعرف افعاله ، وحتى اليوم لم يعرف الرجل سر قطعة الارض بالنسبة للسياح ومن ارسلهم ، وحين تحداهم وبدأ بحفر الارض ، حدث مالاتحمد عقباه ، وتراجع عن البناء ، وهي قصة من الصعب رواية تفاصيلها الكاملة.

حكاية اخرى تقول ان اليهود يرسلون حاخامات يهودا الى البلد ، بجنسيات اجنبية ، ولا يلبسون لباس المتدينين ، وهؤلاء هم الاخطر لانهم يمسحون البلد جغرافيا ، لاسباب دينية ، ويقومون بجولات على الاقدام لمسافات طويلة ، وقد سمعنا مرارا عن تيه السياح الاسرائيليين في مناطق الجنوب ، ولااحد يعرف لماذا يذهبون الى الطفيلة والكرك ، وما سبب انهماكهم لساعات في القراءات الروحانية الدينية ، ليلا ، افراداً ومجموعات في هذا البلد ، وفي مواقع يعرفونها مسبقا.

قصة حفر رمز "عبراني" على اثر من الاثار ، او على "البترا" قصة مهمة وخطيرة ، غير ان القصة لاتقف عند هذا الحد ، اذ هناك اسرائيليين يبحثون عن مخطوطات يهودية معينة ، وهناك اسرائيليون يسعون لتهريب المخطوطات اليهودية من العراق عبر الاردن ، وهناك بحث عن "ذهب يهودي" مزعوم ، وعن قبور ليهود دفنوا على حد زعمهم في ارض الاردن قبل الاف السنين.

النبش الاسرائيلي ليس جديداً ، وماهو خطير حقا ، ان لاتتمكن وزارة السياحة ولا اي جهة رسمية من رصد ما يجري بشكل كامل ، لان الوزيرة المختصة تعترف ، قبل يومين ، بوجود "نبش اسرائيلي" لكنها تتحدث عن حالات ، وتقر بوجود تفلتات اسرائيلية ، واخطر هذه التفلتات حين يأتيك السائح يهوديا في مهمة محددة ، لكنه يدخل البلد بجنسية اجنبية ، ويسوح وينوح ويحفر ويدفن ويقرأ ويتمتم ، ونحن في نومنا غرقى.

الاردن ليس خارج الخطر ، وأغلب اليهود يعتبرون الاردن جزءاً من اسرائيل التاريخية ، ويعتبرون وجود الاردنيين والفلسطينيين طارئا ، ولا بد من ابادتهم ، وعلى هذا فان المؤسسة الدينية اليهودية وحاخاماتها يضعون الاردن تحت ضوء الشمعدان اليهودي ، ولا يتركونه في حاله ، سرا ، ومن الادلة هناك ما يقال وما لا يقال ، عما يجري ضد البلد واهله.

اللافت للانتباه ليس مايفعله السياح الاسرائيليون فقط ، بل ما يفعله "الحاخامات" عبر ادوات كثيرة ، من بينها وفودهم السياحية الملعونة على ارض الاردن المقدسة والمباركة ، وهي سلسلة من الافعال ، اشتدت حدتها في السنين الاخيرة ، تحديدا ، وماهو مؤسف ان يلجأ بعضنا لتصغير البلد والتقليل من شأنه ، فيما هو ذو سر عظيم وقدر كبير ، ومستهدف لاعتبارات كثيرة.

ويبقى السؤال..هل احتل اليهود فلسطين ، من اجل السياحة في الاردن ، وهل يمتلكون ترف السياحة في اخطر مرحلة في مشروعهم ، وهل يضيع اليهود وقتهم من اجل السياحة ، ام من اجل ما هو اخطر.

للاردن العز والمجد ، ولفلسطين الحرية والتحرير.
( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات