معزوفة نواب الوطن

تم نشره الأربعاء 30 حزيران / يونيو 2010 05:52 صباحاً
معزوفة نواب الوطن
فهد الخيطان

كيف لناخب محشور في دائرة صغيرة وهمية ان يشذ عن الولاءات التقليدية في التصويت.

ما الطريقة التي يمكن للناخب ان يستدل من خلالها على "نائب الوطن", وكيف له ان يميزه من بين المرشحين للانتخابات النيابية?

مناسبة السؤال الحديث المتواتر على شكل نصائح من المسؤولين لجمهور الناخبين بضرورة توخي الدقة عند اختيار مرشحيهم, والدعوات المستمرة لانتخاب نواب وطن يملكون من القدرة والكفاءة ما يؤهلهم للقيام بالمهمات التشريعية والرقابية.

اذا أخذ الناخبون نصائح المسؤولين على محمل الجد فسيجدون انفسهم امام مهمة مستحيلة في الواقع, لأن النظام الانتخابي القائم لا يترك مجالا لبروز اصناف متعددة من المرشحين. فباستثناء دوائر قليلة جدا فإن المرشحين يدخلون المنافسة عبر البوابات التقليدية سواء كانت عشائرية ام مناطقية ام طائفية, ولا سبيل امامهم لخوض الانتخابات على ارضية اخرى ام بالاعتماد على مرجعية تشذ عن المرجعيات السابقة يستثنى من ذلك مرشحو الحركة الاسلامية الذين لا يدخرون جهدا في استقطاب عشائرهم وعائلاتهم لخوض الانتخابات. ولا اظن ان الحكومة في دعوتها لانتخاب نواب وطن تقصد حث الجمهور على انتخاب نواب اسلاميين.

ما العمل اذا? هل بوسع الناخب ان يعتمد على البرامج الانتخابية لتمييز "مرشح الوطن" ودعمه ليكون "نائب وطن". المسألة ستصبح اكثر تعقيدا وسيجد الناخب نفسه وسط غابة من البرامج والشعارات واليافطات يرفع اصحابها كل ما يخطر في البال من شعارات وطنية. فقد تعودنا منذ تبني قانون الصوت الواحد ان يكون للمرشح وجهان وبرنامجان. الاول وهو الاساسي موجه لأصحاب الفضل في ترشحه واعني عشيرته او منطقته التي تُعوّل عليه انصافها في التعيينات والخدمات والثاني علني وعام يتضمن كل ما يمكن ان يرضي الجمهور في السياسة والاقتصاد والصراع مع اسرائيل وما شئت من شعارات.

العملية الانتخابية في الاردن كما يحلو للمسؤولين ان يسمونها - لا تختلف في سياقها العام عن العملية السلمية فكل ما فيها هو شكلي; واجرائي - لا شك انكم تلاحظون التركيز الحكومي المكثف على الاجراءات - لكنها في المحصلة تخلو من اي مضمون ولا يمكن ان توصلك الى نتيجة, هي بالفعل عملية ينشغل فيها الناس, تسجيل وتثبيت, ملاحظة او مراقبة, صناديق شفافة, اجتماعات عشائرية ولائم, وهكذا تدور العجلة من دون محصول.

لا اعلم كيف للناخب المحشور في دائرة انتخابية واخرى فرعية مصغرة ووهمية ان نطلب منه انتخاب نائب وطن. لنفترض ان شابا طامحا بالتغيير في دائرة انتخابية قرر ان يشب عن طوق الاجماع العشائري بأن لا يمنح صوته لمرشح العشيرة فلمن يمنحه? لن يجد امامه من خيارات سوى مرشحي اجماع العشائر المنافسة في الدائرة فأي فرق اذا سيحدثه التمرد على عشيرته غير عدائهم له ونبذه من صفوفهم.

قانون الانتخاب ونظام تقسيم الدوائر لم يترك امام الناخبين من خيارات سوى تلك التي تنتمي الى الولاءات العشائرية والمناطقية والجهوية والطائفية. لا شيء متاح امام الاردنيين في الانتخابات المقبلة غير ذلك, فدعوكم من معزوفة نواب وطن فهي تبدو لحناً نشازاً على قانون الانتخاب الحالي.

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات