حرب الغاز

اضافة للثورات الصناعية التي خرجت من قلب الثورة البرجوازية العالمية مثل البلاستيك والالمنيوم وغيرها, عرف العالم عدة حقب اخرى, هي حقبة الحرير ثم القطن ثم النفط, واليوم الغاز... فما من قضية اقليمية ودولية حاضرة الا وكان الغاز طرفا فيها.
فما شهدته اوكرانيا وجورجيا وروسيا البيضاء وتحريض امريكا واوروبا لهذه البلدان ضد روسيا هو جزء من حرب الغاز الجديدة, بل ان جزءا من تداعيات الازمة الكروية المصرية - الجزائرية لم يكن بعيدا عن صفقات غاز دولية.. وهكذا وبما يساعدنا على القول انه اذا كان النفط عنوان الحرب الباردة السابقة فان الغاز عنوان الحرب الباردة الجديدة.
ولعل المظهر الابرز لهذه الحرب على الصعيد الاقليمي هو اكتشاف الغاز على امتداد الساحل اللبناني والفلسطيني المحتل من رأس الناقورة الى غزة, مما يفسر جانبا منسيا من حرب العدو الصهيوني وتحالفاته الاقليمية ضد حزب الله, جنوب لبنان كما ضد غزة جنوب فلسطين.
وليس بلا معنى في هذه الحرب, اهتمام بلدين عربيين بعيدين بها, قطر والجزائر وهما من البلدان المهمة في انتاج الغاز..
وليس بلا معنى, ثانيا, اهتمام بلدان غاز غير عربية بهذه الحرب ايضا مثل روسيا, الدولة الكبرى الوحيدة التي استقبلت وفودا من حماس وحزب الله..
وثمة ما يقال ان تركيا قبل ان ترسل سفن النشطاء المدنيين لفك الحصار عن اهالي غزة, كانت قد ناقشت حكومة هنية امكانية اقامة ميناء تركي في غزة وكذلك استثمارات كبيرة في الغاز, وكان ذلك ايضا قبل اعلان شركة نوبل عن اكتشاف مخزون غاز ضخم في مياه شرق المتوسط يقدر ب¯ 122 ترليون قدم مكعب قبالة الساحل اللبناني الجنوبي والساحل الفلسطيني المحتل بما في ذلك ساحل غزة..
وحيث سارع العدو الصهيوني الى اعلان اغتصابه لهذا المخزون الذي يتجاوز المياه الاقليمية لم يسمع العرب اصواتا تحذر العدو الا صوت المقاومة في لبنان وقطاع غزة.0
العرب اليوم