اللغم الطائر

لم يقدم الجنرال ماكريستال استقالته او تطلب منه - من فراغ - فامريكا ومعها قوات حلف الناتو الاخرى تذهب نحو الهزيمة واشباح القبائل والسيوف والبلطات التي اجهزت على نخبة الجيش البريطاني في ممر خيبر الافغاني - الباكستاني وكانت واحدة من اكبر المذابح التي تعرض لها الانجليز في تاريخهم العسكري.
وحيث ذهب الامريكان والناتو الى تلك الدولة الحاجزة (بافرستيت) افغانستان الى جانب خطوط النفط والغاز وتحويل هذا البلد وشعبه الى حقل تدريب وتجارب للاسلحة - انقلب السحر على الساحر, وراحت حقول الافيون والمخدرات تأكل خطوط النفط والغاز كما تحول الامريكيون والقوى التابعة لهم الى حقل تجارب لاسلحة حرب العصابات التي تنتجها دول كبرى اخرى وشركات ومافيات منها شركات امريكية. فما من دولة او شركة صناعات عسكرية لم تجرب انتاجها في افغانستان عبر السوق السوداء التي تصل الى طالبان.
ومن ذلك على سبيل المثال ما يعرف باللغم الطائر الذي تستخدمه طالبان ضد المدرعات والسيارات العسكرية بل وكاسحات الالغام الامريكية نفسها, وهو سلاح حديث للغاية, يطلق بالريموت كونترول من مسافات مختلفة على المدرعات..
ولا يمر يوم واحد من دون ان يخسر الامريكيون احدى مدرعاتهم ودباباتهم بمن فيها..
ومثل صمائد الدبابات المذكورة اسلحة حديثة لصيد المروحيات وهكذا... حيث يخوض الامريكيون اعتداءاتهم هناك بالتوتر في ارض مكشوفة هناك شيء من التسلية واللعب بالسلاح عند ابناء القبائل الطالبانية..
ومن طرائف الحرب في تلك البلاد التي كشفها تقرير الجنرال المقال ان ادارة العديد من الوحدات العسكرية الامريكية المتناثرة في الاراضي الافغانية الواسعة توقع مع طالبان اتفاقيات سرية لحماية طرق التموين مقابل (خاوات) تدفعها تلك الوحدات لمقاتلي طالبان.. ولكم ان تتصوروا ردة فعل دافعي الضرائب الامريكيين عندما يعرفون انهم يساهمون عمليا في تمويل طالبان فيما يتحدث الرئيس الاسمر, رباعي الدفع, عن اقتراب النصر.. ( العرب اليوم )