ما بعد الاعتداء على أسطول كسر الحصار

تم نشره الجمعة 02nd تمّوز / يوليو 2010 05:01 صباحاً
ما بعد الاعتداء على أسطول كسر الحصار
د. فهد الفانك

المسؤولون وأصحاب القرار ليسوا بالضرورة من الباحثين والمحللين ، فلا بد أن يضع المحللون والباحثون أمامهم كل الخيارات المتاحة ، ليأخذوا منها ما يلائم أهدافهم ، بدلاً من أن يقولوا فيما بعد: كان يجب أن نفعل كذا.

بهذا المفهوم ُتصنع السياسة الأميركية والقرار الرسمي في مراكز البحث والدراسات ، حيث يجري إعداد السيناريوهات المحتملة ، ويستطيع المسؤول أن يأخذ بهذا السيناريو أو ذاك ، فهناك تميّز بين (صنع القرار) كعملية فكرية ، وبين (اتخاذ القرار) كعملية إدارية وسياسية.

هذا لا يعني أن الباحثين والدارسين موضوعيون ، يملكون الحقيقة المطلقة ، وهدفهم دائماً خدمة الحق والعدل والمصلحة ، فلديهم في أغلب الأحيان أجندات خاصة ، ورغبة في توجيه الأحداث باتجاهات معينة تخدم أجندتهم.

مارتن إنديك مثلاً مهتم بخدمة إسرائيل ، وهذا حقه كيهودي وصهيوني ، وكان قد عمل سفيراً لأميركا في إسرائيل فكان في الواقع سفيراً لإسرائيل لدى أميركا. وُعين في وزارة الخارجية بحجة أنه أقدر من غيره كيهودي في الضغط على إسرائيل. وهو الآن مدير فرع السياسة الخارجية في معهد بروكنز بواشنطن ، ُيعد سيناريوهات مغرية للإدارة الأميركية تخدم إسرائيل.

في مقال إنديك في التايم قدم للرئيس أوباما خارطة للسلوك في ظل أزمة عدوان إسرائيل على أسطول الحرية ، ويقترح ثلاث استراتيجيات ، تبدو منطقية وُمقنعة وتخدم إسرائيل.

الأولى: تشجيع التفاوض من خلال طرف عربي أو أوروبي لعقد صفقة بين حماس وإسرائيل ، تتعهد حماس بموجبها بوقف العنف ضد إسرائيل وعدم تهريب الأسلحة إلى غزة ، في مقابل رفع إسرائيل الحصار والسماح بتدفق السلع إلى القطاع بعد تفتيشها. فإذا أخلت حماس بالتزامها يعاد فرض الحصار ويقع اللوم على حماس. وفي نطاق هذا التفاوض يتم تبادل الأسرى وتحرير الجندي الإسرائيلي شاليط.

الثانية: نقل الاهتمام إلى الضفة ، وتقدم المفاوضات غير المباشرة ، بما يحسّن صورة إسرائيل ويقوي القيادة الفلسطينية ، ويشمل ذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية التي أعادت إسرائيل احتلالها خلال الانتفاضة ، وإعطاء مثال لإمكانية السلام من خلال التفاوض السلمي.

والثالثة: تبريد الأزمة بين إسرائيل وتركيا عن طريق استئناف المفاوضات الإسرائيلية السورية غير المباشرة بواسطة الوسيط التركي الذي سيضطر لتحسين علاقاته مع إسرائيل.

لن نستغرب إذا شهدنا الإدارة الأميركية تتصرف بموجب خارطة إنديك.
  (الراي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات