رواتب متورمة

تم نشره الجمعة 02nd تمّوز / يوليو 2010 05:06 صباحاً
رواتب متورمة
ماهر ابوطير

تم تخفيض رواتب الوزراء بنسبة عشرين بالمائة ، وتحولت رواتب النواب الى مكافآت قليلة ، ونريد من الاعيان ان يبادروا ايضا الى تخفيض رواتبهم ، اذ وصل العجز الى مليار وخمسمائة وتسعة مليون دينار ، وهو اعلى عجز في تاريخ الموازنات.

ملف الرواتب الكبيرة يبدأ بالوزراء والاعيان والنواب ويمر بالمؤسسات الحكومية المستقلة وشبه المستقلة ، ومن فيها من مدراء ومستشارين وخبراء ، وتسمع عن رواتب خيالية ، في بلد يعاني من قلة المال ، وينام بعض مواطنيه جوعى ، لان مؤونة يومهم غير متوفرة ، وقد تأتيهم الايام المقبلات ، بالاصعب.

خفض الرواتب يجب ان لا يكون مجرد رسالة الى الرأي العام ، من اجل تجميل صورة الحكومات ، بل يتوجب ان يأتي ضمن حزمة تشمل الجميع ، واجراءات التقشف يجب ان تكون حقيقية ، بحيث تراجع الحكومة كل الرواتب المتورمة لمستشارين ومن يسمون خبراء ، بالاضافة الى مراجعة كل العقود.

ليست قصة حسد وتحاسد ، ولا مشاعر طبقية خلف الكلام ، غير انها قصة "المواطن" الذي يتلظى بنار الفقر ، ولا يشعر بشراكة من بقية القطاعات ، ما بين من يعملون في الوزارات والمؤسسات المستقلة بعقود خيالية ، لا يبررها الحديث عن عبقريتهم ، خصوصا ، ان عبقريتهم في هذا الزمن لن تجلب لهم عقدا في الخارج بنصف قيمة عقودهم التي تؤمنها خزينة خاوية تتألم صباح مساء.

"الاردني" بت تراه يقف في المخبز وينتظر القرش المتبقي من ثمن الخبز ، ولا تستغرب حين ترى من في جيبه عشرات القروش الحمراء جمعها لشراء الخبز ، ومقابله من لا يفكر بالالف ولا الالفين ، واذا كانت نعمة الله على خلقه بادية ومتبدية ، فان خفض كثير من الرواتب لا يعني الاعتداء على حقوق اصحابها ، او السعي لاخراجهم من جنات الفردوس في هذا البلد ، ففي النهاية هذه اموال الناس يأخذونها بوجه قد لا يكون مكتمل المشروعية.

حزمة التقشف لا تكتمل حقا ، الا باجراءات على الارض تعيد لكل كفاءة ثمنها الحقيقي في السوق ، بدلا من انتفاخ الرواتب بسبب العلاقات الشخصية والواسطات ، واذا كانت الحكومة تطرح شعار التقشف فان عليها فتح ملف رواتب المستشارين والمؤسسات المستقلة والخبراء في كل الوزارات والمؤسسات.

بين الرواتب المتورمة والكفاءات المنفوخة والمنتفخة ، لا بد من وقفة ، مع هذا الذي يجري ، وهي وقفة على ما يبدو مقبلة على الطريق.
(الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات