اسرائيل : مكانها المحاكم الدولية وليس موائد المفاوضات

تم نشره الجمعة 02nd تمّوز / يوليو 2010 05:11 صباحاً
اسرائيل : مكانها المحاكم الدولية وليس موائد المفاوضات
طاهر العدوان

وصفت وسائل اعلام جولة ميتشل الحالية بانها تواجه عقبات, او قنابل متفجرة, تضعها حكومة نتنياهو في طريقه, كالعادة في كل مرة يصل فيها الى المنطقة, حتى ينشغل المبعوث الامريكي بالقضايا الجانبية ويترك القضايا الرئيسية في المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

هذه المرة, استبق نتنياهو وصوله بقرارات استيطانية لبناء فنادق وحدائق توراتية في القدس المحتلة, اضافة الى ابعاد (4) نواب من حماس من المدينة, واعتقال اخر كان قد افرج عنه قبل شهر. واذا كانت (المفاوضات غير المباشرة) تجري بسرية تامة ولا يَرْشَح منها شيء, فان تصرفات نتنياهو تقدم ما يكفي من الاستنتاجات بان تفاوض الفلسطينيين مع حكومته ليس سوى غطاء لماكنة الاستيطان التي لم يتوقف هديرها في ضواحي القدس وحارات سلوان.

في بداية هذا العام صرحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون من القاهرة ردا على المطلب العربي والفلسطيني بوقف الاستيطان كشرط لاستئناف عملية السلام. قالت كلينتون: من الافضل بدء المفاوضات لان الاستيطان مستمر ان بدأت او لم تبدأ.

واضافت كلينتون امام وزير خارجية مصر. بان حسم مسألة حدود الدولة الفلسطينية في المفاوضات سيحسم مسألة الاستيطان وحسم قضية القدس سيحسم الاستيطان.

بالطبع, كانت هيلاري كلينتون تتعمد القفز عن حقيقة الموقف الاسرائيلي الذي لا يحترم القانون الدولي ولا يعبأ او يكترث بمفاوضات تقوم على قواعد هذا القانون, وبالتالي فان مسائل مثل الحدود, والقدس, واللاجئين ترسمها موازين القوة الاسرائيلية المسيطرة المدعومة دعما مطلقا من الولايات المتحدة الامريكية وليس القانون الدولي.

اليوم, وبعد كل ما جرى من مواجهات بين نتنياهو واوباما, وبينه وبين كلينتون وميتشل, فان من حقائق الموقف الاسرائيلي ايضا, انه لا يحترم الولايات المتحدة ولا يعبأ او يكترث (بمصالحها) التي قال فيها اوباما وهيلاري "بان قيام الدولة الفلسطينية مصلحة امريكية«

بانتظار انتهاء ال¯ (4) اشهر, التي هي مهلة المفاوضات غير المباشرة بدأ نتنياهو بوضع "المفاوضات المباشرة« كشرط لاحداث تقدم مع الفلسطينيين. هذه القصة ايضا, تذكرنا بالموقف الاسرائيلي في الخمسينيات والستينيات وحتى مؤتمر كامب ديفيد مع السادات عندما كانت اسرائيل تشترط "ان يقبل العرب بالتفاوض المباشر معها« وتزعم بأنه عندئذ سيعود اللاجئون وتنتهي الحروب وتزول الاحتلالات!!.

لكن منذ ان قبل العرب بالمفاوضات المباشرة, حدث العكس فقد توسع الاحتلال وتزايدت حروب اسرائيل واعتداءاتها, وتوسعت معتقلاتها, واصبح المطروح تسفير الفلسطينيين وليس عودة اللاجئين.

في النهاية, قّلة الاحترام الذي تظهره اسرائيل للجميع- عرب وامريكيين ومجتمع دولي- لا يواجه باجراءات تجبرها على احترام القانون الدولي. فاسرائيل كما قال الرئيس الفنزويلي شافيز "هي صاحبة الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني". ودولة هذه صفاتها مكانها المحاكم الجنائية الدولية وليس موائد المفاوضات.
( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات