ما هي استعداداتنا؟
ما هي استعداداتنا؟ سؤال يجب أن يطرح كثيرا على «مطبخ قرارنا» في حال سقطت الهدنة بين أطراف النزاع السوري، خاصة أن المعطيات تشي بقرب انهيارها.
ماذا لو قامت قوات الأسد باستخدام ذات الاستراتيجيات «الأرض المحروقة» على مدينة درعا، لا سيما أنها المدينة الأهم عندهم بعد حلب؟
ماذا لو هاجر إلينا عشرات أو ربما الألوف من الأشقاء السوريين، ماذا لو مس الاقتتال حدودنا، وارتفع منسوب المخاطر على مناطقنا الحدودية؟
ماذا لو ضغطت علينا المملكة العربية السعودية باتجاه فتح الحدود لمرور قوات «الحلف الإسلامي» نحو دمشق، فعلاقاتنا اليوم معهم تختلف أدبيا واستراتيجيا عما كان قبل الهدنة.
هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات مقنعة، ولن يكون ذلك إلا بتعريف واضح للاحتمالات، وترسيم للخيارات، وحسم المواقف تجاه بوصلتنا من كل ذلك.
الهدنة لن تصمد، وقادم الشهور سيكون أكثر دموية مما شاهدناه في حلب، مع ملاحظة أن المنطقة لم تعد تحظى برعاية دولية.
صحيح أننا حظينا أثناء الهدنة ببعض الطمأنينة، لكن الواجب كان يحتم علينا أن نستعد لسقوطها، فأبجديات السياسة تضع احتمالا قويا بأن الحرب قادمة.
مع كل ذلك، هناك ديناميكية صارخة مقبلة في المشهد السوري، علينا مراقبتها، وتحليلها وتفكيكها، ومن ثم اتخاذ المواقف المناسبة لها، فلن نقبل أن تصيبنا المفاجأة فنخسر.
(السبيل 2016-05-04)