كلام في دارة الرئاسة

تم نشره السبت 03rd تمّوز / يوليو 2010 05:08 صباحاً
كلام في دارة الرئاسة
ماهر ابو طير

يتم الكشف قبل يومين ، عن ان العجز المالي للخزينة البالغ مليار وخمسمائة وتسعة ملايين دينار ، تسببت به السياسات الاقتصادية للحكومات المتعاقبة ، وفقا لمنطوق وزير المالية.

"وين راحت المصاري؟؟" سؤال يتم فرده بين يدي الوزير في دار رئاسة الوزراء الخميس الماضي بشكل جماعي من جانب كتاب وصحافيين ، بعد اعلانه لقيمة العجز النهائي ، ولايأتي الجواب بشكل واضح ، سوى القول انها نفقات جارية ، وان توسعاً غير معقول حدث في هذه النفقات ، خلال السنوات الماضية ، وان مقدار العجز يعادل ربع الموازنة ، وهو امر جد خطير على حد رأي المسؤول. 

يتشكل هذا العجز ، برغم ان الاردن اشترى مليارين من ديونه ، ودفع هذا المبلغ في صفقة كبرى ، وهي مفارقة اخرى من مفارقات الوضع الاقتصادي ، وبرغم هذا الشراء للدين زاد الدين العام ، وقفزت قيمة العجز. 

يضيف الوزير"ان هذا العجز اخطر عجز تواجهه المملكة" اقتصاديا في تاريخها ، وان الاجراءات الحكومية جاءت لانقاذ الموازنة والبلد ، من هذا الوضع الذي لايمكن السكوت على آثاره.

لماذا تقرر الحكومة اعادة شرح قراراتها الاقتصادية بعد مرورها شعبياً ؟؟ وبعد كل هذا الوقت ؟؟ سؤال خطر على بالي. تستشعر ان اعادة شرح القرارات الاقتصادية تهدف الى تمرير قرارات جديدة قريبا فيما الوزير ينفي ذلك ويقول لاضرائب جديدة هذا العام. 

يبقى الشعور بوجود توجهات جديدة يجري تجهيزها بشأن مشاريع كبرى ، يراد تهيئة الاجواء لها منذ الان ، لان لامنطق يقنع بإعادة فتح جبهة شرح السياسات الاقتصادية بعد مرورها ، الا اذا كان القصد ايصال رسالة ان الوضع صعب جداً ، وان هذه القرارات غير كافية ، كتوطئة لمشاريع كبرى قد تثير ضجة وخلافاً واختلافاً.

المفاجآة كانت في مطالبة كثرة بتحميل وزراء المالية السابقين والمسؤولين السابقين مسؤولية هذا العجز ، وعدم تحميل الشعب نتائج هذه السياسات ، ومحاسبة الذين تسببوا بهذه النتائج ، من وزراء مالية ، وغيرهم من مسؤولين ، لانه لايمكن اليوم مطالبة الشعب بتحمل مسؤوليته لسداد العجز ، فيما يتم ترك من رسم هذه السياسات.

تستشف بصراحة اننا امام سنين عجاف ، لان الحكومة تعلن ألا احد سيدفع للاردن ، وان العام المقبل مفتوح على ضرائب جديدة ، وان دولا صناعية كبرى انهارت اوضاعها اقتصاديا ، وهي مدخلات في الكلام تأخذك الى نتيجة واحدة مغزاها ان كل شيء متوقع خلال السنين المقبلة.  

 "وين راحت المصاري ؟؟" سؤال بقي بلا جواب. ( الدستور ) .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات