مقياس الاكتفاء الذاتي

تم نشره الأحد 04 تمّوز / يوليو 2010 06:04 صباحاً
مقياس الاكتفاء الذاتي
د. فهد الفانك
الحديث عن الاكتفاء الذاتي في الأردن لا ينصرف إلى الغذاء أو المياه أو الطاقة ، بل إلى الموازنة العامة ودرجة الاعتماد على المنح الخارجية والقروض لتمويل خدمات الدولة.

في أبسط صيغها تتألف الموازنة من جانبين: جانب الإيرادات ويشمل الإيرادات المحلية والمنح الخارجية، وجانب النفقات ويشمل النفقات الجارية والنفقات الرأسمالية. والفرق بين الجانبين هو العجز الذي يغطى بالاقتراض المحلي أو الخارجي ويحسب قبل المنح وبعدها.

حتى هذا التبسيط ليس كافياً لقياس فعالية السياسة المالية للدولة وقياس مدى الاقتراب أو الابتعاد عن الاكتفاء الذاتي، وهو الهدف المعلن للسياسة المالية والإصلاح المالي.

في جانب الإيرادات لا نقف كثيراً أمام المنح الخارجية، لأنها ليست جزءاً من المجهود المالي، بل تعتمد على عوامل سياسية خارجة عن سلطة وزارة المالية.

وفي جانب النفقات لا نقف طويلاً أمام النفقات الرأسمالية لأنها قابلة للارتفاع أو الانخفاض بقرار إداري سهل، لا علاقة له بالمجهود المالي، ويمكن تخفيضها بجرة قلم ، كما إن شطب مشروع معين أو تأجيله لا يعني التوفير، فقد يكون المشروع أهم من المبلغ الذي تم تخفيضه.

من هنا فإن المجهود المالي الحقيقي يحسب بالعلاقة بين الإيرادات المحلية والنفقات الجارية، فالمفروض أن نفقات التشغيل العادية لأجهزة الدولة تغطى من الإيرادات المحلية، فالدولة المستقلة تصرف من جيوب المواطنين.

خلال الشهور الخمسة الأولى من هذه السنة ، انخفضت الإيرادات المحلية وارتفعت النفقات الجارية وبالتالي لم نقترب من الاكتفاء الذاتي.

وخلال الشهور الخمسة الأولى من هذه السنة كانت الإيرادات المحلية تغطي 7ر99% من النفقات الجارية، مما يعني أننا قريبون جداً من نقطة التعادل والاكتفاء الذاتي، لكن نسبة التغطية في نفس الفترة من العام الماضي كانت 8ر102% ، أي أن الإيرادات المحلية لم تكن كافية لتغطية النفقات الجارية فقط ، بل غطت 5ر10% من النفقات الرأسمالية.

هذا هو الواقع المالي الذي تنطلق منه الحكومة باتجاه الإصلاح المالي والاكتفاء الذاتي. وهذه هي الصورة الحقيقية المقارنة ، ولا نقف طويلاً أمام ارتفاع أو انخفاض المنح الخارجية وتأجيل أو تنفيذ المشاريع الرأسمالية.

الراي


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات