الناخبون .. ارقام صماء لا تحدث فرقا

تم نشره الثلاثاء 06 تمّوز / يوليو 2010 05:37 صباحاً
الناخبون .. ارقام صماء لا تحدث فرقا
فهد الخيطان

العبرة في نسبة المقترعين لا في عدد المسجلين .

مددت الحكومة فترة التسجيل للانتخابات اسبوعين بعد انقضاء المهلة القانونية وهي شهر كامل.

وبررت القرار بالإقبال الكبير على مراكز التسجيل من طرف المواطنين. الارقام المعلنة تفيد عكس ذلك فمن بين 700 الف ناخب مستهدف لم يسجل اكثر من 130 الفا في جداول الناخبين.

عزوف المواطنين يعود لأسباب سياسية بالدرجة الاولى, لكن التشدد في تطبيق التعليمات حد من الاقبال, فقد التزمت دائرة الاحوال المدنية بتطبيق نصوص القانون بحذافيرها رغم انعكاس ذلك على اعداد المسجلين, الا انه يلقى ترحيبا من الأطراف كافة.

ان جذب المزيد من الناخبين - بعد التمديد - على اهميته ينبغي ان لا يحكم سلوك الحكومة الانتخابي لأن العبرة في نسبة المقترعين لا في عدد المسجلين, اذ يمكن للحكومة ان تمدد فترة التسجيل وتجذب بسهولة آلاف الناخبين الجدد لكن ليس بمقدورها مهما فعلت ان تقنعهم بالتوجه الى الصناديق في يوم الاقتراع. وليس سرا القول انه كلما زاد عدد المسجلين اصبح من الصعب تسجيل نسبة مشاركة مرتفعة في الانتخابات خاصة وان حالة من عدم الاكتراث تجاه الانتخابات تسيطر على اغلبية المواطنين الذين شاركوا من قبل في الانتخابات.

ان التسجيل للانتخابات او المشاركة فيها لم تتحولا بعد الى فعل سياسي ولم تترجما الى تقدم في عملية الاصلاح السياسي, فهي ما زالت خطوات معزولة عن السياق العام ومجرد "اجراءات" فنية لا تولد وعيا ديمقراطيا ولا تؤسس لحياة برلمانية مستقرة ذلك اننا ما زلنا نتعامل بالقطعة مع عملية الاصلاح السياسي ونفصل بشكل تعسفي بين القوانين الناظمة للعملية من جهة وبينها وبين السلوك السياسي العام من جهة اخرى.

ولهذا لا يدرك السواد الأعظم من الناخبين المعنى السياسي للمشاركة في الانتخابات فهي بالنسبة لهم مجرد عملية تمليها صلات القربى او المصلحة او السعي وراء خدمة. وقلما تجد ناخبا يثق بان صوته هو مساهمة في التغيير والاصلاح, لأن التجارب السابقة لم تحقق شيئا من هذه الشعارات.

مهما بلغ عدد المسجلين في جداول الناخبين وايا كانت نسبة المقترعين فإنها في حالتنا السياسية وقانون الانتخاب الحالي تظل ارقاما صماء بلا معنى او نتيجة ما دامت عاجزة عن احداث اي فرق في الحياة السياسية والحزبية او تحقيق اي تقدم في اسلوب ممارسة الحكم.

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات