اعفاءات الديوان الملكي .. وتعليمات «الصحة»

تم نشره الثلاثاء 06 تمّوز / يوليو 2010 05:40 صباحاً
اعفاءات الديوان الملكي .. وتعليمات «الصحة»
ماهر ابو طير

في المعلومات ان أي مصاب بالسرطان ويطلب اعفاء للعلاج في مركز الحسين للسرطان ، بات يتم الاشتراط عليه ، مؤخرا ، ان يراجع جهات عدة من بينها وزارة التنمية الاجتماعية ، لاثبات انه غير ميسور.

هذه تعليمات جديدة ، يواجهها من يذهبون للحصول على اعفاء من وحدة العلاج التابعة للديوان الملكي ، وهي تعليمات مصدرها حكومي ، لان الوحدة تابعة للديوان الملكي لكنها تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة ، التي حولتها للاسف الى وحدة حكومية ، بدلا من ان تبقى في حضن "القصر الملكي" خدمة للناس.

الذي يذهب ، ايضا ، لتجديد اعفاء للعلاج كان قد حصل عليه اساساً في مركز الحسين للسرطان بات ايضا يتم تحويله للتنمية الاجتماعية لاجراء دراسة اجتماعية تثبت عدم قدرته على دفع الكلفة ، ويتم تحويله ايضا الى جهات اخرى ، لذات الغاية.

معنى الكلام ان المريض يجب ان يكون "على الحديدة" حتى يتم تجديد اعفائه او منحه اعفاء جديداً للمركز ، والمفارقة ان هذا الاسلوب سيؤدي الى افقار اعداد جديدة ، فمن كان لديه في رصيده عشرون الفا ، مثلا ، لن يتم اعفاؤه ، وبهذا سينال منه الفقر فوق مرضه ، لانه سيضطر الى ان يتعالج على حسابه ، فأي عدالة تلك ، بذريعة التقشف والحرص على المال العام.

هذه التعليمات لا يمكن قبولها ، فالذي يصاب بالسرطان تبلغ كلفة علاجه مبالغ كبيرة ، لا يقدر عليها حتى من كان مليونيرا ، وبهذه الطريقة ، اي منع العلاج في مركز الحسين للسرطان عن اغلب الناس ، فانهم سيبيعون الذي فوقهم وتحتهم من اجل تلقي العلاج في المركز ، على نفقتهم.

يُسهم القرار العبقري بتحويل هؤلاء بقدرة قادرة الى فقراء على باب "المعونة الوطنية" ، لانهم ان اصروا على العلاج في المركز فسيكون ذلك على نفقتهم.

سترد الجهات المختصة وتقول اننا نرسلهم للعلاج اذا لم تصادق جهات عدة على فقرهم الى مستشفى البشير ، او مستشفيات اخرى ، واننا لا نحرمهم من العلاج ، وهو كلام مجروح في قوته ، لان هناك فرقا كبيرا في العلاج ، بين جهة واخرى ، ومركز الحسين للسرطان مركز متخصص ومحترف ، بالاضافة الى وجود اناس يتلقون العلاج اساسا في المركز ، وملفاتهم واطباؤهم هناك.

هذا تعجيز للناس ، فالذي يصاب بالسرطان من حقه ان يتلقى العلاج في اي مكان يريده ، والتقشف في النفقات ليس على حساب المرضى ، ولتبحث الجهات الرسمية عن تمويل لنفقات المركز بغير حصر المرضى بفئة من يستحقون وفقا لتقييمات التنمية الاجتماعية وجهات اخرى.

تنشيف مزايا العلاج كل يوم بقصة جديدة ، امر غير حميد ، ولو ترون وجوه الناس الذين يذهبون للوحدة وكيف يتم اتعابهم بطلبات كثيرة ، فوق امراضهم ، في ملف السرطان ، تحديدا ، لعلمتم اننا نتشاطر على ضعاف الناس.

هذه التعليمات بدأ تطبيقها منذ اقل من اسبوع ولا بد من وقفها ، وكل دول الدنيا الغنية والفقيرة ، تقترض من اجل تغطية امراض محددة مثل السرطان ، الذي لو كان المصاب به مليونيرا لافلس وباع كل شيء ، فما بالنا بهذه الطريقة حين ندفع المرضى ممن لديهم قليل من مال او عقار لبيع كل شيء من اجل العلاج في المركز ، وكأننا نسدد ضربة لهم فوق مرضهم ، او فليذهبوا الى متاهات "البشير" والغازه.

من يطرق باب الملك للحصول على اعفاء ، لا تتشاطروا عليه بهذه التعليمات ، لانه ذهب الى الملك ولم يذهب الى بيوتكم ، ولم يطلب حسنة من فائض مالكم ، وما هو بين الملك والناس ، لا تخضعوه لتعليمات "العقلية العثمانية" في الادارة الحكومية.

لا تقولوا لنا ان هناك اغنياء يحصلون على اعفاءات ، لان هذه حالات نادرة ، ومن يمتلك مليونا قد لا يكفي علاجه ، ولترحم الناس قليلا.

الفرد ليس اقوى من الدولة ، والمرض الملعون تزيدونه قوة وفتكا ، بهذه التعليمات الجائرة.

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات