حالة تنصّت!!

أحمد الله أنني لا أعيش في العاصمة الهولندية امستردام, ولا في مدينة كوفنتري البريطانية, بعدما قرأت ما نشرته جريدة »ديلي تلغراف« حول استخدام هولندا وبريطانيا نظام مراقبة سري يقوم بتسجيل الحوارات بين الناس وتحليل المعلومات للكشف عن السلوك المعادي والتهديد والعنف...
هذا يعني ان الامن في هولندا وفي بريطانيا ألغى خصوصية المواطن وحريته الشخصية بحيث اصبح من الممكن ان تعرف السلطات الامنية ماذا ستطبخ اليوم, وستعرف لون وقياس ملابسك الداخلية بالصوت والصورة وانت في محلات الألبسة, كما ستعرف نوع معجون الاسنان الذي تستخدمه بفضل اجهزة التنصت والكاميرات المنتشرة في كل حي وسوق وزاوية في تلك البلاد!!
كل هذا الخرق للحريات يحدث في بلاد تدعي وتزعم الدفاع عن الحريات العامة والشخصية وحقوق الانسان. وهي الشعارات الزائفة التي ترفعها تلك الدول لتغطية الاهداف الحقيقية لاضطهادها الشعوب الاخرى وغزوها بلاد بعيدة عنها, كما فعلت امريكا ومعها حلفاؤها في العراق وافغانستان واشعال بؤر ساخنة اخرى في العالم الثالث والشرق الاوسط...
هذه الاجراءات الامنية اتخذتها دول اوروبية عديدة بقيادة الولايات المتحدة تحت عناوين الحرب على الارهاب, ومكافحة العنف, والحفاظ على الامن القومي.. وأمن اسرائيل ايضا!!
كل هذه الجهود المضنية, والاجراءات المكلفة تتحملها دول الغرب بسبب خشية حدوث عمليات ارهابية, او ارتكاب اعمال عنف سياسية, لأنها لم تجهد نفسها مرة واحدة باتخاذ موقف عادل تجاه قضية الشعب الفلسطيني التي هي جوهر الصراع العربي - الاسرائيلي, بل على العكس, ظلت تلك الدول متمسكة بانحيازها الى جانب اسرائيل وقلقة على امن الكيان اليهودي الباغي المعتدي, الذي يحتل الآن كل اراضي فلسطين التاريخية ويعمل على تهويدها!!
اخيرا اقول, ان نبع العنف لن يجف, وأن دول الغرب وفي مقدمتها الولايات المتحدة ستظل قلقة على أمنها وأمن اسرائيل, وستظل تبحث عن وسائل حماية, كما ستظل تخرق حقوق الانسان وتعتدي على حرياته ...
أما أنا, فاتمنى ان لا تصل هذه الاجهزة التكنولوجية المتطورة الى البلاد العربية, كما أتمنى ان لا تنجح اجهزة التنصت الغربية في ترجمة اللهجات العربية, وبعدها لن تلتقط سوى شخير النيام..0
العرب اليوم