عام اردني بامتياز ..

تم نشره الإثنين 23rd أيّار / مايو 2016 01:28 صباحاً
عام اردني بامتياز ..
محمد كعوش

في هذه الايام من العام الحالي ، يحتفل الاردنيون بمناسبات وطنية عديدة ، وبفرح بالغ ، يعيد الى الذاكرة أول النشيد وأول الطريق ، حيث كانت المسيرة طويلة ، والدرب صعب ، والمهمة شاقة طافحة بالتحديات التي لم تتوقف او تنقطع ، منذ الطلقة الاولى ، واعلان الثورة العربية بداية للمشروع النهضوي العربي ، فجر اليوم الثاني من شهر حزيران سنة 1916في مكة ، والتي اخذت مداها عبر بلاد الشام ، وسمع صداها كل العرب .

وقبل الحديث عن الاحتفال بمئوية الثورة العربية اشير الى ان الاردن يتأهب اليوم لاستقبال عيد الاستقلال الذي يحل في الخامس والعشرين من الشهرالجاري وقد بلغ السبعين ، وهو تاريخ انتهاء الانتداب البريطاني الذي فرضته بريطانيا على امارة شرق الاردن ، كما هو تاريخ ولادة المملكة الاردنية الهاشمية المستقلة ، بالاضافة الى حلول الذكرى الستين لتعريب الجيش العربي ، وهو القرار الشجاع الذي قاد الى الغاء المعاهدة مع بريطانيا في وقت لاحق ...هذه المناسبات مجتمعة ،وبتواريخها المتقاربة ، تجعل من العام الحالي عاما اردنيا بامتياز.

في البدء كانت الثورة العربية التي اطلقها الشريف الحسين بن علي نتيجة ظروف واقعية موضوعية واستجابة لرغبة شعبية عربية صاحبت نهوض القوميات في اوروبا ، التي كانت من نتاج عصر التنوير ، وبعد الحكم العثماني طوال الزمن الظلامي الطويل الذي انتهى بسلطة وحكم الاتحاديين من المتعصبين لحركة التتريك على حساب الامة العربية ولغتها وتراثها وثقافتها وتاريخها .

واجهت الامة العربية ، قبل اشتعال الثورة الهاشمية ، موجة من ممارسات القمع والاضطهاد ، والتجنيد الاجباري ( السخرة ) ، واعدام مجموعة من احرار العرب المثقفين في دمشق وبيروت ، ومصادرة الاملاك ونهب الارزاق في وقت المجاعة ، هذه الممارسات أدت الى تعقيد العلاقة بين العرب والسلطات التركية وبالتالي قادت الى الثورة الكبرى ضد الطغيان العثماني الذي حكم البلاد العربية باسم الاسلام .

واليوم ، ونحن نحتفل بمئوية الثورة العربية التي كانت خلاص الامة من الحكم العثماني الجائر ، كما نقيم الاحتفالات بمناسبة عيد الاستقلال وانتهاء الانتداب وتعريب الجيش ، نرى أن الاردن يواجه تحديات كبرى مماثلة ، نتيجة دائرة التوتر والاشتباك والعنف والفوضى التي تحيط بنا من كل الجهات . هذا الواقع يضعنا أمام مسؤوليات تاريخية صعبة في خياراتها من اجل الحفاظ على امن واستقرار ومصالح الاردن .

القيادة في الاردن تتطلع الى حل سياسي عبر الحوار والتفاوض والعمل الدبلوماسي لحل كل الازمات والمشكلات في البلاد العربية التي تشتعل فيها الحروب الاهلية وفي مقدمتها الازمة في سوريا ، الا أن المسالة خرجت من نطاقها المحلي ، واصبحت بعيدة عن القرارات المحلية الوطنية ، وباتت أقرب الى التدويل نتيجة التدخلات الخارجية ، ولأن دائرة الارهاب اصبحت اوسع حتى شملت بعض الدول في القارات القريبة والبعيدة .

اللافت أن المشهد الاقليمي في العام 1916 أقرب الى المشهد الاقليمي المتازم اليوم ، فهذه تركيا الاسلامية العثمانية بقيادة اردوغان تسعى الى ايجاد دور محوري لها في المسالة السورية ، وكذلك روسيا الخصم اللدود التاريخي لتركيا ، اندفعت بقوة داخل المشهد ، اضافة الى ادوار دول اقليمية واوروبية ، تبحث عن مصالحها في بلادنا العربية ، باعتبار ان الامة العربية هي « الرجل المريض « في هذا الزمن .

في النهاية نقول ان من مصلحة الاردن الحفاظ على امنه واستقراره ، وكذلك نجاح تطلعاته بالتوصل الى حل سياسي في سوريا ينهي الاقتتال والعنف والفوضى ، بشكل يحفظ لسوريا وحدة الشعب والارض ويفشل مشروع تفكيك الدولة والتقسيم .

(الرأي 2016-05-23)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات