الولع بكأس العالم يستحوذ على الاغنياء والفقراء بالاردن

المدينة نيوز - استحوذ الولع بكاس العالم لكرة القدم على ملايين الناس في مختلف أنحاء العالم .. والامر لا يختلف في الاردن.
ففي جميع أنحاء البلاد من مخيمات اللاجئين المتواضعة الحال الى المناطق الريفية والاحياء الراقية بغرب عمان يحاول عشاق الكرة من كل الاعمار العثور على أي وسيلة لمشاهدة الحدث الرياضي الاكثر شعبية في العالم.
لكن فشل السلطات في شراء حقوق بث المباريات على القنوات المحلية جعل مشاهدة أحداث البطولة شيئا بعيد المنال بالنسبة لقسم كبير من السكان.
وتفرض قناة الجزيرة الفضائية التي حصلت للمرة الاولى على حق البث الحصري لمباريات كاس العالم في الشرق الاوسط وشمال افريقيا رسوم اشتراك مقابل بث المباريات.
ولا يقدر الكثيرون في الاردن وغيره في العالم العربي على دفع هذه النفقات ويتعين عليهم العثور على مقاه أو غيرها من أماكن التجمعات العامة التي تعرض فيها المباريات.
وفي مخيم الحسين للاجين في شرق عمان خرج السكان بمن فيهم الاطفال الى الشوارع الرئيسية والمقاهي لمشاهدة فرقهم المفضلة مقابل مبلغ صغير.
ويحتشد العشرات في مقاه صغيرة أمام شاشة تلفزيون واحدة في محاولة لمشاهدة المباريات.
وقال سالم وهو صاحب مقهى صغير في مخيم الحسين للاجئين حيث يتجمع مئات الاشخاص لمشاهدة مباريات كاس العالم //اول شيء ان كاس العالم تكلفته عالية مش الكل بيقدر يدفع واحنا هون من زمان بنتابع الرياضة.// وبدأت بعض المقاهي في تقاضي أجر من الزبائن على الجلوس.
واضاف سالم //بره بياخدوا ايجار بدون اي طلبات.. دينار ودينارين على الكرسي.. عندنا الحمد لله ما بناخد منهم.// وقال محمد وهو أحد سكان مخيم الحسين للاجئين //طبعا كاس العالم زمان كان اله رونق أحلى وأجمل. كان أول شيء يبث مجانا وفي متناول الجميع حتى القنوات الارضية كانت بتبثه. الان كأس العالم صار سلعة تباع وتشترى ومش في متناول أيدي الجميع.// ويعيش نحو 8ر1 مليون لاجيء فلسطيني مسجلين رسميا في 13 مخيما في الاردن.
والظروف الاقتصادية صعبة في المخيمات التي تعاني من التكدس السكاني الشديد حيث تشير الارقام الرسمية الى ان نسبة البطالة تبلغ 14 في المئة والفقر 16 في المئة.
وفي الجانب الاخر من العاصمة الاردنية في منطقة راقية بغرب عمان تتنافس المقاهي لاجتذاب الزبائن من خلال أجهزة تلفزيون ذات شاشات مسطحة كبيرة شديدة الوضوح في أماكن مكيفة الهواء.
وقال خالد مسعد وهو صاحب مقهى //احنا اخدنا تارجت /هدف/ العائلات ورجال الاعمال.// واضاف //طبعا لا غنى عن الشباب لان الشباب شريحة كبيرة بالبلد. بس حوالي 80 في المائة من زبائن الكافيه هم من طبقة بنحكي البي والايه.// وقال زبون في المقهى يدعى رامز ان الكرة //صارت هي وسيلة.. سلعة.. ليس مجرد لعبة جميلة وكل وظائفها الايجابية.. فتستخدم للتسلية او الاستغلال حتى احنا على المستوى العادي الطبقات الشعبية اليوم.. الحرمان والفقر اللي بنعانيه وهكذا.. كتير من الناس تعاني انها ما بتقدر تحضر المونديال يمكن ما عندهاش اشتراك.// وقبل بداية البطولة فشلت السلطات الاردنية في التفاوض على اتفاق يتعلق بحقوق البث مع قناة الجزيرة الفضائية من أجل عرض المباريات على قنوات التلفزيون المحلي.
ومثل هذا الفشل انتكاسة بالنسبة لكثير من الاردنيين الذين تعين عليهم اما أن يدفعوا اشتراكا قيمته 100 دولار امريكي أو أن يخرجوا الى المقاهي أو المطاعم لمشاهدة البطولة التي تستمر لمدة شهر ( رويترز ) .