خبير إسرائيلي يدعو لنظام إقليمي جديد

تم نشره الإثنين 30 أيّار / مايو 2016 09:36 صباحاً
خبير إسرائيلي يدعو لنظام إقليمي جديد
البروفيسور أيال زيسر

المدينة نيوز:- تحت هذا العنوان كتب البروفيسور أيال زيسر في صحيفة إسرائيل اليوم يقول:

الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي عمل في الأسابيع الأخيرة بلا كلل، وبدعم وتأييد من المملكة العربية السعودية، من أجل تعزيز عملية سياسية تهدف إلى إنشاء قناة اتصال بين القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية لضمان الهدوء في مناطق السلطة الفلسطينية، واستمرار التنسيق الأمني بين الجانبين. الغرض من هذه الخطوة المصرية السعودية ليس مركزا، ومع ذلك، فقط أو أساسا في القناة الفلسطينية، الغرض منها هو، وهذه هي ميزتها وأهميتها، وضع الأساس لإنشاء إطار للتعاون الإقليمي مع إسرائيل أمام التحديات التي تواجهها البلدان في المنطقة.

هذا النشاط المصري، بل والسعودي، هو دليل آخر على التغيير الاستراتيجي الذي حدث في المنطقة في السنوات الأخيرة. بعد كل شيء، في الماضي، في أوقات الأزمات الداخلية، كان القادة العرب ينتهجون توجيه الأضواء نحو إسرائيل، بل كانوا يعملون في الماضي البعيد على تسخين الحدود معها من أجل حرف أنظار الرأي العام المحلي عن المشاكل. واليوم، أيضا، أمام التحديات الداخلية، تتطلع عيون الدول العربية تجاه إسرائيل، ولكن لم تعد تنظر إليها ككيس لكمات من أجل تنفيس الضغط وتليين الرأي العام المحلي، وإنما على العكس من ذلك - كحليف يمكن التعاون معه والاستعانة به من اجل التعامل مع الكثير من التحديات التي تقف على أعتاب الدول العربية.

فمصر تواجه تهديدا متزايدا من الإرهاب الإسلامي المتزمت بصورة داعش في شبه جزيرة سيناء. ويتسرب هذا التهديد ببطء في أعماق مصر، كما يتضح من سلسلة طويلة من الهجمات الإرهابية في مصر نفسها، ناهيك عن سيناء. وفي نفس الوقت يواصل "الإخوان المسلمون" بدعم كامل من حماس، إلقاء ظلال ثقيلة على جهود السيسي لضمان الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي في الداخل. في ضوء كل هذا، تبرز الكتف الباردة التي يديرها الأمريكيون لنظام السيسي في أوقاته العصيبة.

ومن جانبها، تقف المملكة العربية السعودية، الآن على خط النار الإيراني وفي مواجهة مباشرة مع طهران، وليس بواسطة أذرع الجانبين كما في الماضي. لقد تم قطع العلاقات بين البلدين وكلاهما غارقان اليوم في الصراع اليمني، الفناء الخلفي للمملكة العربية السعودية، حيث رسخت إيران موطئ قدم، وبالطبع في ساحات القتال في العراق وسوريا، أيضا. من جانبه، لا يقدم تنظيم داعش تنازلات للمملكة العربية السعودية ويبذل هو أيضا، جهوده في محاولة لزعزعة استقرارها.

إذن، فإن مستقبل المنطقة بأكملها يتواجد على المحك - بين طموحات الهيمنة الإيرانية وتهديد داعش. ونظرا لهذا الوضع تزداد أهمية إسرائيل. وفي الواقع، فان جهود مصر والمملكة العربية السعودية ليس هدفها كما في الماضي، كما كان الوضع في سبعينيات القرن الماضي، إزالة خطر نشوب حرب يمكن أن تزعزع استقرار المنطقة. بل أن التقدم في القضية الفلسطينية لم يعد يمثل الهدف النهائي. هذه المرة، المقصود التعاون الشامل والعميق في كل ما يتعلق بمعالجة التحديات الراهنة للأمن والاستقرار في المنطقة.

لقد أدرك الأردنيون هذا منذ فترة طويلة. ففي نهاية الأمر، يعتمد الأردن على إسرائيل للتزود بمياه الشرب، وكذلك الغاز من حقول الغاز التي اكتشفت قبالة سواحل إسرائيل. حتى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يعمل حاليا بشكل حثيث من أجل تسخين العلاقات بين أنقرة والقدس في ضوء التهديد الإرهابي المتزايد من قبل داعش، والخطر هو أن تقوم إيران وروسيا بتحقيق انقلاب على الساحة السورية التي استثمر فيها أردوغان الكثير من طاقته في السنوات الأخيرة.

مصر والسعوديون لا تملكان حلا سحريا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ولا للصراع الفلسطيني – الفلسطيني بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية في رام الله. ولكن لأن المقصود قضية مهمة لا تزال تعتبر الحد الأدنى من القاسم المشترك للرأي العام العربي الذي يمكن الالتفاف من حوله، من المهم تحقيق الهدوء على هذه الساحة. ولكن بالنسبة لمصر والمملكة العربية السعودية والأردن، وتركيا في المستقبل، فإن الهدف يعتبر بعيد المدى أكثر مما كان عليه في الماضي، ومن الممكن أن يفوق بكثير توقعات إسرائيل نفسها، خاصة وأن القضية الفلسطينية ستواصل منع تحويل هذه المصالح السرية إلى عقد زواج بكل ما يعنيه الأمر.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات