شراء وقت وتأجيل الأزمة

تم نشره الأحد 11 تمّوز / يوليو 2010 04:04 صباحاً
شراء وقت وتأجيل الأزمة
د. فهد الفانك

تشير تجارب العالم الأخيرة إلى أن علاج أية أزمة مالية أو اقتصادية كبرى يكون برش المال عليها ، فالدراهم مراهم توضع على الجرح فيشفى!.

الأزمة المالية العالمية التي انفجرت في أميركا عام 2008 عولجت بإصدار الحكومة الأميركية وبنكها المركزي مليارات الدولارات ، مما حال دون تحويل الأزمة إلى كارثة.

وأزمة اليورو عالجها الاتحاد الأوروبي بتأسيس صندوق وضع فيه 750 مليار يورو ، جاهزة لإطفاء النار إذا اشتعلت في أي مكان من الاتحاد.

ومجموعة العشرين درست الأزمات الراهنة والمحتملة ، وقررت تخصيص المليارات لهذا الغرض.

الأزمة التي بدأت في أميركا تعـود للانفلات وغياب الرقابة في وول ستريت ، وبالتالي تراكمت الفقاعة حتى انفجرت. وأزمة اليونان تعـود لعجز الموازنة وتراكم الديون وإفلاس الحكومة وعدم قدرتها على السـداد. في جميع الحالات لم تكـن هناك أزمة سـيولة عابرة ، بل أزمة بنيوية حقيقية تم تبريدها بتوفير السيولة.

السيولة الإضافية في أميركا لم تكن بديل الانضباط والرقابة وإخضاع فعاليات السوق للمراقبة المشددة ، والسيولة في اليونان ليست بديلاً لتقليص عجز الموازنة ، والتوقف عن الإنفاق بأكثر مما تسمح به موارد البلد ، وبالتالي تراكم المديونية.

رش المال في الحالتين لا يعالج المشكلة الأساسية ، ولكنه يشـتري وقتاً ويؤجـل الأزمة ، فهل يعتبر ذلك حلاً ناجعاً ؟ الجواب يعتمد على ما سوف تفعله الدولة المأزومة في الوقت الذي اشـتراه لها المال ، فإذا استخـدمت هذا الوقت لتصحيح أوضاعها ، وتعديل اعوجاجها ، وتلافي العيوب ونقاط الضعف التي أدت إلى الأزمة ، كان ذلك حلاً ناجعاً. أما إذا اسـتغل التأجيل والوقت الإضافي للاستمرار في نفس الممارسات وعدم التصحيح ، فإن الأزمة تعـود بأقوى وأشـد مما كانت.

رش المال على الأزمات لا يحلها ولا يعالج أسبابها ، ولكنه يوفر مهلة للتنفس والإصلاح. وهو حل قابل للتطبيق في البلدان الغنيـة ، أما البلدان الناميـة فليس لديها مال ترشـه على الأزمات إذا حدثت ، وليس أمامها سوى القبول بوصفات صندوق النقد الدولي ، والتنازل له عن بعض سيادتها ، لأن الصندوق سـيحميها من الدائنين ويوفر لها الوقت للتصحيح ، ولكنه سيفرض سيطرته على حكومة تعتبر قاصراً وغير قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة لافتقارها للشرعية.
 (الراي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات