لا .. لقنصلية أردنية في أربيل

تم نشره الأحد 11 تمّوز / يوليو 2010 04:18 صباحاً
لا .. لقنصلية أردنية في أربيل
ماهر أبو طير

اعلنت الحكومة عن نيتها افتتاح قنصلية اردنية في كردستان العراق ، وهو اعلان لا بد من قراءته مثنى وثلاث ورباع.

لا توجد جالية اردنية في كردستان العراق ، وربما عدد الاردنيين في العراق ، قليل للغاية اليوم ، بما في ذلك العاصمة ، فان سر التوجه لافتتاح قنصلية في اربيل غير مفهوم ، وغير مبرر ايضا ، في ظل الظروف التي يمر بها العراق.

السفارة الاردنية في بغداد باتت مهماتها قليلة للغاية ، في ظل خروج الاردنيين من العراق ، وتعرضت السفارة الى استهدافات وتفجيرات ، واغلب سفراء الاردن في بغداد بعد الاحتلال لم يتواجدوا على رأس اعمالهم ، وفي حالات كانوا يتواجدون لفترات قصيرة ويعودون الى عمان.

اذا كان هناك من يقول ان ترك العراق ملعبا لقوى اقليمية يضر العراق وعلاقاته العربية ولا بد من تعزيز الوجه العربي للعراق ، وعدم هجر العراق ، وتركه فريسة بيد الايرانيين وغيرهم من قوى ، فان الاولى في هذه الحالة تعزيز عمل السفارة الاردنية في بغداد ، وزيادة طاقمها ، وتأمين كل الظروف لعملها ، وربما الاولى من جهة ثانية افتتاح قنصلية اردنية في "البصرة" مثلا اذا كانت القصة عدم ترك العراق ملعبا للاخرين.

افتتاح قنصلية اردنية في اربيل فيه مجاملة للاكراد ، على حساب الحاجة الفعلية لمثل هذه القنصلية ، ومن جهة اخرى فيه تكريس لخصوصية المناطق الكردية القومية والعرقية على حساب العراق العربي الكبير ، خصوصا ، ان التذرع بأي مصالح تجارية وصحية او انسانية لاردنيين في تلك المنطقة قد يبدو مبالغا فيه.

يأتي الاعلان عن النية لافتتاح قنصلية اردنية في اربيل في الوقت الذي لا يوجد فيه سفراء للاردن في بعثات دبلوماسية كثيرة ، في دول عربية واجنبية ، ولم يتم تعيين سفراء لهذه السفارات ، وهي تدار عبر الرجل الثاني في كل سفارة ، او القائم بالاعمال ، ومن المثير حقا ان نترك السفارات بلا سفراء ، ونعلن عن قنصلية اردنية في شمال العراق.

افتتاح القنصليات يخضع عادة لقاعدة تقول ان عدد الاردنيين في تلك المنطقة يفرض انشاء قنصلية لخدمتهم في ظل البعد عن موقع السفارة ، وهذه الحالة نراها في قنصلية الاردن في جدة ، وقنصلية الاردن في دبي التي تخدم الجالية في دبي والامارات الشمالية ، وهذا المعيار يغيب في قصة قنصلية اربيل ، لان عدد الاردنيين بات قليلا في كل العراق ، فيما منطقة كردستان ، مغلقة تجاريا ، لصالح السوريين والاتراك ودول اخرى.

توفير النفقات يوجب عدم افتتاح اي قنصليات جديدة ، والعمل الدبلوماسي يفرض من جهة ثانية تفعيل السفارات التي بلا سفير ، قبل افتتاح قنصليات جديدة ، اما انشاء قنصلية في منطقة قومية مثل كردستان ، فسيترك اثارا جد سلبية ، خصوصا ، في ظل الصراعات العراقية ، وكيفية تفسير القوى العراقية لمثل هذه الخطوة.

سفارتنا في بغداد غير قادرة على تفعيل العلاقات الاردنية العراقية ، فهل ستفلح في ذلك قنصلية اردنية في اربيل. والسؤال مفرود بين يدي المتفائلين.
( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات