الثورة العربية الكبرى: المنشور الرابع للشريف حسين

تم نشره الثلاثاء 31st أيّار / مايو 2016 03:46 مساءً
الثورة العربية الكبرى: المنشور الرابع للشريف حسين
الشريف الحسين بن علي

المدينة نيوز :- خاطب المنشور الرابع للثورة العربية، الذي أصدره الشريف الحسين بن علي المسلمين عموما، وعلى الأخص الأتراك معددا مخالفات الاتحاديين لتعاليم الدين الإسلامي.

وجاء في وثيقة المنشور "فإننا نعلن لمن بقي من مسلمي الممالك التركية خصوصا جيشها وقواده بأنهم اذا لم ينهضوا لاسقاط حكومة هؤلاء الاغرار الثورانيين ويعلنوا براءتهم منهم فإنا نقطع آخر أمل لنا بعودة رونق الاسلام لتلك المملكة ".

وفيما يلي نص المنشور، منشور الثورة الرابع اذار /1917 من حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك المعظم بسم الله الرحمن الرحيم (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا).

الحمد لله ولي الحق ونصيره ومبيد الباطل ومبيره منزل السكينة على قلوب عباده المتقين والاخذ بنواصي اعدائه المارقين وصلى الله على سيدنا محمد مطالع شموس الهداية ومزيل حنادس الغواية وعلى آله واصحابه وسلم.

أما بعد فإننا لا نرتاب ــ والثناء للباري جل شأنه ــ بأن منشوراتنا السابقة قد اتت بمنه تعالى وتيسيره بالغاية المقصودة من نشرها.

فعلم من أردنا إعلامه من البشر عموما والمسلمين خصوصا اسباب نهضتنا ومسوغاتها العقلية والنقلية ومع هذا فتيمنا بمشيئته تعالى واتباعا لحكمه ما اراد بقوله عز من قائل ( ليزداد الذين آمنوا ايمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون) الى قوله تعالى ( كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء) وقوله جل اسمه ( كلا والقمر، والليل إذ أدبر، والصبح إذا أسفر إنها لإحدى الكبر) هذا من جهة ومن جهة اخرى ليزداد الذين امنوا ايمانا بما قلناه ويتيقنوا ما نشرناه نورد لهم نبأ جناية أغرار المتغلبة الثورانية في هذه المرة على الاموات والاحياء من افراد العالم الاسلامي وهو مما تكنه صدورهم للشريعة الاسلامية المطهرة كما قلنا في السطر الخامس والعشرين من منشورنا الاول الا وهو نهبهم كل ما تحتويه حجرة نبيهم عليه الصلاة والسلام من هداياهم وتبركاتهم التي ارادوا بها تكريم ساحاته الطاهرة زادها الله تعظيما وتكريما.

فإن هذه الحادثة ليست إحدى الكبر بل هي كل الكبر. أجل كيف لا نقول إنها كل الكبر واعظمها وقد امرنا الله تبارك وتعالى باحترام ذلك المقام الاقدس بما هو اقل من ذلك بقوله جل من قائل ( يا ايها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي) وقوله عز وجل ( ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) فأين هذه المرتبة من الاحترام التي امرنا الله بها تبارك وتعالى لمقام النبوة الا رفع مما فعله متغلبة الثورانيين من سلب تلك الساحات الطاهرة. اننا نترك الحكم في هذا الحكم في هذا الى العالم الاسلامي كما تركنا لهم امثال هذه الاحكام الصريحة في منشوراتنا السابقة. غير اننا نزيد هنا بقوله تعالى (ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة واعد لهم عذابا مهينا). ومع ايرادنا لهذه الآية الكريمة نقول انه صلوات الله عليه وسلامه في غنى عن هذه الدنيا وما فيها. ولكننا نلفت انظار العالم الاسلامي الى التأمل في نهيه عز وجل عن رفع الصوت في تلك الحضرة الشريفة وثنائه على الذين يغضون اصواتهم هناك لينكشف لهم الامر عما في هذه الجناية الجديدة من الاستخفاف الصريح المعلوم حكمه في كتب مذاهب ائمة الدين عامة.

واذا كان احد من المسلمين في ريب من هذا النبأ العظيم فعليه ان يبعث من يأتمنه ليستعلم عن هذه الحقيقة من مئات الملتجئين الى ( ينبع) و ( رابغ) من جيرانه صلوات الله عليه وآله وسلامه.

اما نحن فلا نستغرب هذا الحادث العظيم من تلك الفئة بعد وصفها لسيرته صلوات الله عليه وسلامه بانها شر السير ( والعياذ بالله تعالى ) كما اشرنا الى ذلك في منشورنا الاول.

ولكننا نسوق الحديث الى اخواننا المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ليروا رأيهم في هذه الفضيحة التي غشيهم ذلها وعارها من فوقهم ومن تحتهم ومن بين ايديهم ومن خلفهم، والا فنحن على اقصى درجات اليقين بأن الله تعالى عندما اقتضت حكمته خزيهم والانتقام منهم خصنا وشرفنا بإجرائه على ايدينا فهذه اسيافنا تقطر من دمائهم وبيوتنا غاصة بأسراهم: فآبوا بالنهاب وبالسبابا وإبنا الملوك مصفدينا فمن تأمل في وقاحة الفئة الثورانية المغرورة يوم خلعهم للسطان عبدالحميد من نهب داره وحلي ازواجه وبناته حتى اخرجوا الخرصان من اذانهن بالصورة التي يعلمها كل فرد من ساكني الاستانة وسلبهم كل ما في تلك الدار التي لابد لهم ان يعترفوا بانها حسب دعواهم دار خليفة ويفترض على المسلمين احترام دور خلفائهم. وفي ما اتوه ايضا منذ ذاك من الجرأة على ما يمس بالأحكام الاسلامية كما سبق بيانه في منشوراتنا مختصرا يرى انهم كانوا يسبرون غور الحس الاسلامي فلما علموا عدم اكتراثه حتى بمعاقبته لهم ولو على لسان احدى الصحف الاسلامية الصادرة في خارج المملكة التركية تجرأوا اليوم على هذه الجناية العظمى والجرم الفظيع والحادث المريع فليحذر العالم الاسلامي من ان يفجعوه بما هو اعظم من هذا وليس وراء ذلك من الشر ما هو أدهى وأمر ( اعاذنا الله تعالى من ذلك ).

وعليه فاننا نعلن لمن بقي من مسلمي الممالك التركية خصوصا جيشها وقواده بأنهم اذا لم ينهضوا لاسقاط حكومة هؤلاء الاغرار الثورانيين ويعلنوا براءتهم منهم فإنا نقطع آخر أمل لنا بعودة رونق الاسلام لتلك المملكة ورابطته بأهلها وتكون فاتحة براءتنا طي اسم سلطانها من خطب الجمعة التي أبقينا اسمه فيها حتى الان حرمة لآثار اسلافه وأملا بقيام من ينقذ بلاده من افراد الفئة الثورانية المتغلبة عليها. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

مكة المكرمة في 10 جمادي الاولى سنة 1335 هجرية.

الحسين بن علي

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات