إسقاط المساعدات جوا.. "معضلة الإغاثة" بسوريا

المدينة نيوز:- رغم سماح الحكومة السورية بإيصال المساعدات إلى عدد من المناطق المحاصرة داخل البلاد، فإن المجتمع الدول لا يزال يرى أن إسقاط المساعدات جوا إلى مئات الآلاف من السوريين المحاصريين هو الحل الأمثل لمواجهة الأزمة الإنسانية في البلد المنكوب.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 600 ألف شخص يعيشون في 19 منطقة محاصرة داخل سوريا، ثلثاهم محاصرون في مناطق تخضع لسيطرة القوات الحكومية، بينما تحاصر الباقين فصائل المعارضة المسلحة أو التنظيمات المتشددة.
وترى الأمم المتحدة والقوى الغربية الكبرى، أن سماح دمشق بإيصال المساعدات إلى مناطق محاصرة في أنحاء سوريا غير كاف لضمان حصول القدر الأكبر من المحاصرين على ما يبقيهم أحياء من غذاء ودواء ومياه، لأسباب أمنية أو لوجستية.
ودعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا وقوى أخرى، الحكومة السورية، الجمعة، إلى إنهاء كل أشكال الحصار والسماح للمنظمة الدولية بإسقاط المساعدات جوا.
وأبلغ منسق الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة ستيفن أوبراين، مجلس الأمن الدولي أن الأمم المتحدة ستطلب الأحد إذنا من سوريا لإسقاط المساعدات أو نقلها جوا إلى المناطق المحاصرة، بعد تصريحات لدبلوماسيين أن دمشق لم تسمح إلا بوصول جزئي للمساعدات، أو لم تسمح بذلك على الإطلاق.
وقال أوبراين في بيان: "أبلغت المجلس بأن مساحة العمل المتاحة لممثلي منظمات الإغاثة تتناقص، مع تزايد العنف والهجمات في أنحاء سوريا. نحتاج إلى موافقة الحكومة السورية وكل الضمانات الأمنية المطلوبة حتى يتسنى لنا تنفيذ عمليات الإسقاط الجوي. نريد من كل الأطراف السماح بحرية الحركة للمدنيين ولدخول المساعدات".
وأضاف أن الأمم المتحدة لم تصل إلا لمنطقتين من المناطق المحاصرة برا في مايو الماضي، بما يمثل الوصول لنحو 20 ألف شخص، أو 3.4 بالمئة فقط من إجمالي المحاصرين في سوريا.
ولم يستجب مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري عندما طلب منه التعليق على ما إذا كانت الحكومة السورية ستوافق على إسقاط المساعدات جوا، مكتفيا بالقول إن "الإرهابيين" وليست دمشق هم الذين يمنعون وصول المساعدات.
إلا أن مندوب بريطانيا ماثيو ريكروفت قال إن حكومة بلاده وحكومات أخرى سيدرسون اتخاذ المزيد من الإجراءات لضمان وصول المساعدات الإنسانية، إذا رفضت الحكومة السورية عمليات الإسقاط الجوي.
وقتل ما لا يقل عن ربع مليون شخص في الحرب السورية الدائرة منذ 5 سنوات، بينما شرد أكثر من 6.6 مليون داخل البلاد، وفر منها 4.8 مليون آخرين.