بين مطرقة العاطفة وسندان القدر.. أحلام الآزوري محاصرة

جي بي سي نيوز:- في كل أسبوع من فقرة كرة وباستا سنتطرق لحدث ما يهم عاشق لكرة القدم الإيطالية، سواء كان يخص المنتخب الإيطالي أو الكالتشيو أو تاريخ لاعب عظيم في الكرة الإيطالية، وما أكثرهم 

منتخب إيطالي بأفكار مشتتة

قبل عدة أشهر من انطلاق اليورو، كان المدرب أنطونيو كونتي يملك تصورا دقيقا لكيفية أداء فريقه الآزوري في بطولة أوروبا 2016 المقامة في فرنسا لكن شيئا ما حدث جعله في هذه اللحظة يتخبط رغم أن البطولة على بعد أيام من انطلاقها.

إصابة نجمي خط الوسط تغير إستراتيجية كونتي  

شاء القدر أن  يصاب أهم عنصرين في قائمته المتوقعة، كلاوديو ماركيزو.. نجم خط وسط يوفنتوس وأحد أفضل لاعبي العالم إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق في مركزه في وسط الملعب، وأفضل لاعب شاب في إيطاليا ماركو فيراتي نجم باريس سان جيرمانالفرنسي، والذي كان كونتي قد أعده ليخلف الأسطورة أندريا بيرلو!

الإصابة كان وقعها كالصاعقة على تفكير كونتي، فخرجت قائمته الأولية صادمة، ومع توقع كل المتابعين أن يستدعي الملهم بيرلو خصوصا مع إصابة فيراتي، قرر كونتي العكس مبررا بقوله "بيرلو اختار أن يلعب في الدوري الأمريكي، وعلى كل شخص تحمل نتيجة اختياراته".

عذر مقنع، وهو نفس ما ينطبق على النملة الذرية لاعب تورنتو الكندي "سباستيان جيوفينكو".

في النهاية القائمة التي ستدخل بها إيطاليا في اليورو المقبل هي الأفقر عناصريا والأقل فنيا في تاريخ الآزوري في جميع بطولات أوروبا السابقة! 

لكن ماذا عن البقية يا كونتي؟!

قرر كونتي بمحض إرادته عدم استدعاء جميع المواهب الصاعدة والتي أثبتت جدارتها طوال موسمين، فتفسير غياب لاعبي ساسولودومينيكو بيراردي، ونيكولا سانسوني الجناحين الأفضل في إيطاليا واللذين قادا فريقهما للتأهل إلى الدوري الأوروبي بجدراة، غيابهما، وخصوصا بيراردي الذي أصبح هدفا لكل كبار أوروبا أمر محير ويعطي إيحاء بأن كونتي لا يفكر في الإمكانات الفنية للاعبين فقط.

لم يكتف كونتي باستبعاد نجمي ساسولو، هناك الحارس جيانلويجي دوناروما، وهو رغم سنه الصغيرة للغاية (17 عاما) إلا أنه أثبت أنه أحد أفضل حراس الكالتشيو، ومع إصابة حارس جنوى ماتيا بيرين، الذي كان خيارا لا يتغير في قائمة كونتي، قرر المدرب عدم استدعاء دوناروما، أو إيميليانو فيفياني حارس سامبدوريا وهو صاحب أعلى نسبة تصديات في الدوريات الخمس الكبرى، أو حارس ساسولوأندريا كونسيلي الذي حمل فريقه على كتفيه طوال الموسم.

بدلا من ذلك قرر استدعاء حارس مرمى لاتسيو فيديريكو ماركيتي صاحب الـ33 عاما، رغم أدائه المتواضع في كثير من مباريات الموسم!

أوغبونا في مقابل رومانيولي.. لا تعليق!

قائمة المستبعدين من قبل كونتي ضمت لورينزو تونيلي مدافع إمبولي والمنتقل حديثا إلى نابولي، وكذلك الشاب الموهوب لاعبميلان أليسيو رومانيولي، في مقابل ضم أوغبونا لاعب وست هام حاليا، ويوفنتوس سابقا، حين كان كونتي مدربا للسيدة العجوز.. بالطبع لا يمكن أن يصدق أي متابع أن تفضيل أوغبونا على رومانيولي لسبب فني!

أفضل ممرر في الكالتشيو خارج الحسابات.. وجاكيريني اسم ثابت في تشكيلة المدرب.. الحب لا يشترى يا بونافنتورا!

هناك أيضا نجم ميلان وأفضل صانع ألعاب في إيطاليا طوال الموسم، جياكومو بونافنتورا، رغم أدائه الثابت وكونه أكثر من مرر أهدافا في الكالتشيو.. ناهيك عن استبعاد مهاجم تورينو أندريا بيلوتي الذي انفجر في الدور الثاني مفضلا إيدير الذي لم يسجل سوى هدف واحد طوال الدور الثاني من الكالتشيو!

مع أسماء ربما كانت لتعوض إصابات لاعبي الوسط، مثل نجم خط وسط نابولي جورجينيو، لكن كونتي فضل لاعب يوفنتوس الاحتياطيستيفان ستورارو بلا عنه! 

أما لاعب بولونيا الحالي ويوفنتوس السابق إيمانويلي جاكيريني، فأثار استدعاؤه دهشة الكثيرين رغم جودته على المستوى التكتيكي، بالنظر إلى أن اختياره جاء على حساب أسماء كالتي سبق وأن أشرت إليها، لكن جاكيريني كان لاعبا سابقا للمدرب كونتي فترة قيادته للسيدة العجوز، وحينها كانت العلاقة بينهما قوية رغم أنه لم يكن يعتمد عليه كأساسي.. ويا حظ من كان كونتي مدربه في يوفنتوس يا جاكيريني.

كيف يفكر أنطونيو كونتي.. وهل تغير كل شيء مع إصابة فيراتي وماركيزيو؟ 

حاولت أن أدخل رأس كونتي لأجد حلا لاختياراته التي تبدو غير مفهومة إطلاقا إذا نظرنا إليها من جانب فني.

كونتي مدرب كبير لا خلاف على ذلك، لكن نقطة قوته الكبرى هي سيطرته على المجموعة التي تلعب تحت إمرته، والروح القتالية الكبيرة التي يزرعها في لاعبيه، مع لياقة بدنية هي الأعلى وسط مدربي إيطاليا ككل.

تصريحات لاعب مثل دي روسي قبل يومين والتي قال فيها إن الفريق الحالي يتدرب على رفع اللياقة بشكل لم يسبق له مثيل وإنه لم يتدرب بشكل شاق للغاية طوال حياته كما يتدرب اليوم يظهر نقطة مهمة ربما كانت سببا في استبعاد البعض.

إذا ستدخل إيطاليا اليورو غير عابئة بأي فروق فنية مع الخصوم، خصوصا أنها في المجموعة الأقوى التي تضم بلجيكا والسويد وأيرلندا، كونتي قرر عدم الاعتماد على المواهب- باستثناء الجوهرة بيرنانديسكي لاعب فيورنتينا- في مقابل لياقة بدنية عالية، بلاعبين أكثر ترابطا، أكثر شراسة، أكثر لُحمة، وأكثر قتالية!

في النهاية، القيمة الفنية للاعبين على غرار أندريا بيرلو، وبيراردي، وبونافنتورا ورومانيولي وسانسوني، لا يمكن التشكيك فيها رغم اختيارات مدرب فضل تجاهل صوت العقل، ليجيب صوت قلبه.

وللتفاؤل: إيطاليا تصنيفها الحالي خارج الـ10 الأوائل عالميا، لكنها في كل مرة تدخل بطولة كبرى وهي في هذا التصنيف تصل إلى النهائي، حدث ذلك في 1994، 2006، و2012.

بانتظار أن يفاجئ الآزوري الجميع كما فعل كثيرا.. فورزا إيطاليا.