إسبانيا تتعالج وتعيد تركيا إلى عهد الأحلام

المدينة نيوز:- قدمت إسبانيا العرض المنتظر وأوصلت رسالة لجميع الفرق الكبيرة مفادها أن من يريد المنافسة على اللقب يحتاج لتقديم الكثير بيوم تأكد فيه لحد كبير أن تيريم 2008 لم يعد موجوداً إلا بأحلام الأتراك ولا مكان له على أرض الواقع.
ملخص المباراة
تخلى الأتراك عن معركة الوسط تماماً وترك للإسبان فرصة المبادرة وبوجود لاعبين يملكون كل الإمكانيات لصناعة اللعب كان هذا الأمر بغاية الخطورة وفعلاً لم ينتظر الإسبان كثيراً قبل أن يبدأوا بسيل الفرص خاصة مع التركيز العالي للإسبان على الجهة اليسرى السيئة جداً دفاعياً بالنسبة للأتراك ومن هذه الجهة لُعبت كرات الأهداف الثلاثة من دون أي ردة فعل للأتراك.
استحواذ إسبانيا اليوم ترافق مع فعالية كبيرة سواء من حيث صناعة الفرص أو التسجيل فخلق الفريق 11 تسديدة خلال الشوط الأول بوقت بلغت فيه نسبة استحواذ الفريق 66% أما الأتراك فماتوا بأسلوبهم ولم ينجحوا بخلق أي شيء وحتى المرتدات كانت تُلعب ببطء وبتمريرات غير دقيقة وهو ما سهل على الإسبان قتل المباراة بأسرع وقت ممكن ليصبح لاروخا أول منتخب يسجل 3 أهداف بمباراة واحدة بالبطولة ويصبح موراتا صاحب أول ثنائية في يورو 2016.
سيكون من الخطأ أن نتحدث عن إسبانيا دون أن نركّز على إنييستا المفتاح الأقوى والأهم للمنتخب والذي يربط كل من في الملعب بأقدامه، واليوم لمس إنييستا الكرة 103 مرات وكان بالتأكيد الأكثر مداعبة لها بالملعب كما نجح بصناعة 3 فرص وحقق نسبة دقة تمرير بلغت 93,6%.
ديل بوسكي والتصحيح:
خاض ديل بوسكي اللقاء بذات العناصر التي لعبت بالجولة الأولى لكنه أظهر الكثير من الحلول بطريقة اللعب وأنهى حالة الاعتماد على العمق وانتقل للعب على الأطراف خاصة مع تقدم الظهيرين فران وألبا وزيادة التناسق بينهم وبين الأجنحة وهو ما أوجد الكثير من الحلول وأجبر دفاع تركيا على اللعب على كل عرض الملعب وبالتالي اختفى تكتل الدفاع بالعمق كما حدث أمام تشيكيا وبوجود إنييستا كانت كل الهجمات تنطلق كما يجب تماماً ولو أن فابريغاس لم يقدم المنتظر منه حتى الآن.
يبدو أن الاستقرار قد عاد للاروخا اليوم ووجد الفريق التوليفة التي تسمح له بالترشح مرة أخرى للقب وبعد جولتين يمكن القول أن حامل اللقب بات الأكثر استقراراً بين المنتخبات الكبرى.
تيريم واستمرار التراجع:
مازال الأتراك يعيشون على ذكريات يورو 2008 التي قاد فيها تيريم الفريق للعب الدور نصف النهائي وهو ما دفعهم لجعل المدرب صاحب أعلى ثالث راتب بين مدربي المنتخبات بالبطولة لكن تيريم واصل مشوار تراجعه الذي بدأ منذ رحيله عن تدريب تركيا بذلك الوقت فلم يستثمر العناصر المميزة الكثيرة التي يملكها حتى أن المنتخب ظهر خلال مباراتين بشكل أسوأ بكثير من التصفيات
توران كان رصاصة الرحمة بالنسبة لآمال الجمهور فاللاعب الذي كان يعقد عليه الأتراك الكثير من الأمل كان أسوأ عناصر الوسط في كلا المباراتين حتى أنه لم يلمس الكرة لأكثر من 22 مرة بالشوط الأول رغم دوره الكبير بالمحور.
نجم المباراة
ألفارو موراتا:
يدين كل الجمهور بالشكر لمهاجم يوفنتوس الذي غير من إيقاع نتائج البطولة فمن 5 تسديدات أطلق موراتا 3 تسديدات على مرمى الأتراك وسجل هدفين والأهم هو التمركز الناجح للاعب طوال المباراة سواء بلقطتي الهدفين أو بمجمل اللقاء.
هل نرشح أم أن الوقت مازال مبكراً؟
مازالت البطولة بمراحلها الأولى لكن تجارب السنوات الأخيرة تقول أن إسبانيا حين تنجح بتفادي أخطائها بين أول مباراتَين فإنها تصبح صعبة التوقيف بالبطولة بظل قدرة الفريق العالية على الاستحواذ بأي مباراة ووجود قدرات ممتازة على الأطراف بالأظهرة والأجنحة إلى جانب حالة التنافس الكبيرة بين لاعبي الفريق لحجز أماكنهم بظل وجود مجموعة نجوم على دكة البدلاء.