تبادل التأزيم

رفض الناطق باسم الحكومة وزير الدولة لشؤون الإعلام د. نبيل الشريف تسييس قرار إحالة معلمين على الاستيداع، نافيا أي صلة للموضوع بإضرابات المعلمين ومطالب إنشاء النقابة، لكن من يشتري هذا الكلام؟!
الوزارة بحاجة الى معلمين وهي بصدد تعيين حوالي 500 معلم، ونفهم أن تكون هناك إحالات روتينية على التقاعد، لكن الإحالة على الاستيداع ليست إجراء روتينيا، وهي تتم في العادة بناء على طلب الموظف، إلا في حالة المؤسسات التي يجري إعادة هيكلتها والتخفف من الحمولة الزائدة، وهذا ليس حال التربية والتعليم الآن.
وبحسب ما قرأنا، هناك ايضا، عمليات نقل غير مبررة إلى مناطق نائية، وليس بناء على طلب المعلم المعني، كما أن الصحافة تتحدث عن وجبة أخرى لاحقة من الإحالات على الاستيداع ستطال نشطاء التحرك النقابي من المعلمين.
أنا، بأمانة، لا أفهم معنى وجدوى هذا \\\\\\\"الهجوم المعاكس\\\\\\\"، أو العودة الى المواجهة والتأزيم بعد مبادرات جلالة الملك والإجراءات الحكومية لتحسين أوضاع المعلمين بصورة غير مسبوقة في تاريخهم، وآخر تلك المبادرات إعطاء منحة مالية لكل من حصل على مقعد من مكرمة المعلمين. هذا امتياز لم يحصل عليه أي قطاع آخر، وهو امتياز نؤيده ونفرح له ويستحقه المعلمون، رغم الهمس والتظلم من جهات أخرى.
الإجراءات حسنت المناخ بصورة ممتازة بين المعلمين، وسحبت البساط من تحت أقدام دعاة التشدد والتأزيم الرافضين لعرض إنشاء اتحاد، والمصرّين على مسمى النقابة، فلم يعد لدى المعلمين أي مبرر للتصعيد أو المعاندة، فما بال الوزير ومن زيّنوا القرار، يعودون بسرعة إلى المواجهة والحلول البترية التي تم الوصول الى قناعة سابقة بخطئها وتم استبدالها بالحوار والبحث عن الحلول الإيجابية؟!
يبدو الأمر، الآن، وكأن الحكومة كانت تضمر ثأرا وتصفية يعقبان سحب البساط من تحت أقدام المعارضة. وما جرى الآن يحرج المعتدلين ويضعهم في أسوأ موقف، فهم لا يستطيعون الا مساندة الاحتجاجات على إقصاء وتصفية النشطاء النقابيين، والتي سيركب موجتها كل أقطاب المعارضة، ونعود إلى نقطة الصفر، وكأن الحكومة تمسح بيدها كل الإنجازات التي حققتها.(الغد)