الزيود : المشاركة السياسية في هذه المرحلة تتطلب بناء جسور الثقة بين الرسمي والشعبي
المدينة نيوز :- أكد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيود أن المشاركة السياسية في هذه المرحلة تتطلب بناء جسور الثقة بين المؤسسة الرسمية والمؤسسات الشعبية وإيجاد بيئة سليمة ومحفزة لمشاركة أوسع شريحة من أبناء الوطن .
تصريحات الزيود جاءت خلال حفل الإفطار الذي نظمه الحزب في مقر الأمانة العامة مساء أمس لحشد من الشخصيات السياسية والوطنية والنواب السابقين، وتحدث عن فيه كل من الفريق الركن المتقاعد قاصد محمود ورئيس المجلس المركزي الأرثوذكسي في الأردن وفلسطين الدكتور رؤوف أبو جابر.
وعبر الزيود عن أمله في ان تشكل هذه الانتخابات بداية لتحقيق الانفراج السياسي الحقيقي بما يفضي إلى حوارات معمقة مسئولة للوصول بالوطن إلى بر الأمان، مشيراً إلى أن الحزب سيشارك في الانتخابات عبر قوائم مشتركة مع شركاءه في مختلف المحافظات ، كما شدد على ضرورة تحصين الانتخابات من أي عمليات تشويه أو تزوير .
وأشار الزيود إلى أن قرار محافظ العاصمة منع الحزب من إقامة حفل إفطار مركزي "دون مبرر وأسوة بغيرنا من الأحزاب ومؤسسات الوطن " دفع الحزب لعقد سلسلة إفطارات لمختلف الشخصيات السياسية والوطنية والحزبية والنقابية والإعلامية والحراكية .
وأضاف الزيود " هناك من يريد استمرار حالة التوتير لأجوائنا بما لا يخدم إلا خصومنا وأعدائنا وللأسف يرغبون ببقاء الأزمات وافتعالها ، وصناعة الإشكالات وتسويقها ويعملون على استمرار حالة الانغلاق السياسي ، بل وهناك من يحرض من خلال ما يكتبه ضد هذا المكون الوطني وهو حزب جبهة العمل الإسلامي، لذا نجدد التأكيد على أن الوطن بالنسبة لنا سجادة صلاة وليس تذاكر وحقائب سفر ومياومات ، لذا فالمحافظة على أمن واستقرار الأردن فريضة والدفاع عنه والوقف في خندقه من اوجب الواجبات " .
وأكد الزيود على أهمية دور الأحزاب في دفع مسيرة الوطن نحو مستقبل واعد وأهمية وجود أحزاب سياسية فاعلة في تجذير العمل الديمقراطي وتجويد الأداء السياسي ، مشدداً على رفض اعتبار الأحزاب " مكملات ديكورية لتحسين وتجميل صورة الديمقراطية في البلاد " على حد وصفه ، كما استهجن الزيود استمرار التضييق على الحريات والاعتقالات على خلفية حرية الرأي والتعبير مشيرا إلى ما جرى مؤخرا من اعتقال الداعية الدكتور امجد قورشة بما يشكل " محاولة للحد من حرية الكلمة وتكميم الأفواه" .
وجدد الزيود التأكيد على أن قرار الحزب بالمشاركة بالانتخابات جاء استشعارا للمسؤولية الوطنية رغم استمرار ممارسات التضييق والإقصاء بحق الحزب ، مضيفاً " كنا نتوقع أن ترد علينا الحكومة التحية بمثلها لكنا فوجئنا بقرار منع فرع الحزب في الزرقاء من إقامة إفطاره السنوي " .
الفريق الركن المتقاعد الدكتور قاصد محمود ثمن في كلمته حرص الحزب على التواصل مع مختلف المكونات الوطنية ، كما أكد على ضرورة تجنب التوتر لاسيما في ظل ما تواجهه المنطقة من مخاطر ومشاريع تهدف لتفكيك البنية الجغرافية والحضارية للعالم العربي والإسلامي.
وأضاف محمود "لقد تم تدمير الدول المركزية في المنطقة والخطر الآن يستهدف الأردن، ومواجهة هذا الخطر يتطلب التخلص من أسباب الخلاف والتنازل من الجميع ليعبر الجميع هذه المرحلة و معالجة المخاطر الداخلية ".
وعبر محمود عن تقديره لقرار الحزب المشاركة في الانتخابات النيابية ، مؤكداً على ضرورة السعي لبناء مشروع وطني يبني الثقة في المجتمع ويعمل على احتواء للأزمات التي تواجه المجتمع،كما اعتبر أن ما يواجهه الوطن من مخاطر هو أدعى لتوحيد الصفوف بين المكونات الوطنية .
فيما أكد رئيس المجلس المركزي الأرثوذكسي في الأردن وفلسطين الدكتور رؤوف أبو جابر إلى أهمية العيش المشترك الذي يتمتع به الأردن بين المسلمين والمسيحيين بما بات يشكل نموذجاً يحتذى في ظل ما يحيط بالأردن من مخاطر وتحديات وما يحيط به من إقليم ملتهب ، كما ثمن أبو جابر حرص الحزب على التواصل مع مختلف مكونات الوطن ، وثمن قراره المشاركة في الانتخابات النيابية .
و حذر أبو جابر من مخاطر ما تتعرض له القدس من ممارسات التهويد من قبل العدو الصهيوني، والاعتداء على الأوقاف الإسلامية والمسيحية، مطالباً بتوحيد الصفوف لحماية هذه الأوقاف، كما أشار إلى ما تتعرض له الأوقاف المسيحية من محاولات النهب والتهويد بتعاون ممن وصفهم ب"رهبان لا ينتمون للمنطقة العربية " .
من جهته أكد عضو المكتب التنفيذي للحزب المهندس مراد العضايلة أن حزب جبهة العمل الإسلامي سيبقى عنواناً للوحدة الوطنية والاعتدال في الأردن ، وستظل أبوابه مفتوحة لجميع الأردنيين وسيواصل دوره الوطني للحفاظ على الأردن وكرامة الأردنيين رغم ما يواجهه الحزب من استهداف ، مؤكداً أن استهداف الاعتدال "يصنع التوتر والتطرف في الوطن".
وأشار العضايلة الذي أدار حفل الإفطار إلى أن الحزب من خلال استطلاعه لآراء عينة وطنية وزانة ومعبرة و حول الموقف المشاركة في الانتخابات ، كانت النتيجة بأن 81 % يدعون الحزب للمشاركة حيث التقط الحزب هذه الرسالة التي تريد من الحزب المشاركة لتخفيف التوتر والانغلاق الذي تشهده الحالة السياسية.
وأضاف العضايلة " قررنا حمل هذه الرسالة ، وأيدينا ممدودة للجميع ، ونأمل أن نجد العقلاء والراشدين في هذا الوطن الذين يمارسون دورا في تخفيف التوتر الداخلي في الوطن الذي يمر بحالة صعبة لا سيما المديونية التي وصلت غلى حالة غير مسبوقة فكيف نواجه هذه التحديات إن لم تكن هناك وحدة ونسيج داخلي موحد لحماية الوطن من عدم الانزلاق إلى المجهول ".
صور :
