الانتخابات.. المشاركة ام المقاطعة؟

تم نشره الأحد 18 تمّوز / يوليو 2010 06:12 صباحاً
الانتخابات.. المشاركة ام المقاطعة؟
فهد الخيطان

الحضور تحت القبة افضل من الغياب في الديمقراطيات العرجاء

كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية في الاردن تنخرط القوى الحزبية والسياسية في نقاش حول خيار المشاركة والمقاطعة, ويستهلك هذا النقاش طاقة المشتغلين في العمل السياسي ووقتهم. بالنسبة للديمقراطيات المستقرة والناجزة يبدو مثل هذا الجدل امرا غريبا وغير معهود, فالمشاركة حالة طبيعية لا يتوقف احد عندها, لا بل ان قوى المعارضة في البرلمانات الغربية تخوض معارك سياسية شرسة من اجل انتخابات مبكرة على امل الفوز بالاغلبية اللازمة لتشكيل حكومة جديدة.

لكن الحال مختلف في الديمقراطيات العرجاء مثل الاردن, ففي غياب الضمانات الكافية لانتخابات نزيهة, وانعدام فرص تشكيل حكومات الاغلبية البرلمانية وتحكم السلطات بمخرجات العملية الانتخابية وانفرادها بتصميم قانون انتخاب يتلاءم مع مصالحها يصبح خيار المقاطعة او الاستنكاف مطروحا بموازاة خيار المشاركة, وقد اقدمت قوى رئيسية في المجتمع كالحركة الاسلامية واحزاب يسارية على مقاطعة الانتخابات عام 1997 وفي كل دورة انتخابية مرت منذ التحول الديمقراطي عام 1989 كانت المقاطعة خيارا لاوساط سياسية حزبية ومستقلة, وعاد النقاش حول المقاطعة في اوساط الاسلاميين وقوى حزبية اخرى في الاونة الاخيرة وبادرت مجموعة من الشخصيات المستقلة التي تنضوي تحت لواء »المبادرة الوطنية« الى اعلان موقف مبكر بمقاطعة الانتخابات فيما يسود مزاج سلبي تجاه مبدأ المشاركة في اوساط الاسلاميين واطراف حزبية اقل حضورا في الشارع.

في الديمقراطيات الانتقالية المقاطعة خيار مثله مثل المشاركة, وبحكم التجربة ثبت ان خيار المقاطعة لا يحدث اي فرق سياسي ملموس في غياب اي جهد يجعل من المقاطعة محطة للتحول في الاداء ونقطة انطلاق للتغيير, فقد قاطع الاسلاميون كما ذكرت انتخابات 97 احتجاجا على القانون, لكنهم لم يتمكنوا من تغييره فعادوا للمشاركة في الدورة التالية وفق نفس القانون.

المرجح ان تشارك غالبية القوى الحزبية بما فيها الاسلاميون في الانتخابات المقبلة, فيما تظل المقاطعة الخيار المفضل لقوى وشخصيات مستقلة ولجمهور واسع من المواطنين اليأسين من الاصلاح والعازفين عن المشاركة او اضفاء الشرعية على »مسرحية« سياسية لا تغير في الواقع شيئا.

ان مجرد وجود تيار في المجتمع يتبنى خيار المقاطعة, نما هو دليل على عدم وجود ديمقراطية مستقرة.

ومع ذلك تظل المشاركة في ظل موازين القوى هي الخيار الوحيد المتاح لاحداث قدر محدود من التغيير ومحاولة التأثير في السياسة السائدة والمهيمنة, لكن ينبغي ان يتحلى المدافعون عن خيار المشاركة بأكبر قدر من الواقعية ويتجنبون ترويج الاوهام عن فعالية التواجد تحت القبة, مهما كان حجم هذا الحضور فأنه ما زال عاجزا عن تغيير قواعد اللعبة السياسية.0

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات