المديونية بين الدينار والدولار

تم نشره الأحد 18 تمّوز / يوليو 2010 06:17 صباحاً
المديونية بين الدينار والدولار
د. فهد الفانك
سوف تعقد الحكومة الأردنية اتفاقية تصدر بموجبها سندات دين بالدولار تصل إلى 500 مليون ، وبسعر فائدة 5% تضاف إليها المصاريف والعمولات البنكية ، وذلك بحجة أن البنوك المحلية بدأت برفع أسعار الفائدة على إصدارات وزارة المالية لتقارب 5%.

معنى ذلك أن وزارة المالية توافق على دفع فائدة قدرها 5% للبنوك الأجنبية التي سوف تكتتب بالسندات ، ولكنها تسـتكثر دفع نفس السعر للبنوك المحلية ، مع أن الخيار يجب أن يكون بالعكس إذا تساوت الشروط.

البنك المركزي ألغى آخر إصدار بحجة عدم كفاءة التسعير ، أي لأن البنوك المحلية عرضت الاكتتاب بأسعار فائدة تقترب من 5% ، مع أن البنك المركزي يعلم أن معدل التضخم هذه السنة لا يقل عن 5%.

في ظروف التضخم بمعدل 5% ، فإن سعر الفائدة الحقيقي الذي طلبته البنوك المحلية هو صفر ، أي أن كل ما تريده أن تسترد رأسمالها على حاله ، دون أن يتآكل نتيجة لانخفاض القوة الشرائية للنقود الذي يعترف الجميع بأنه سيكون 5% فأكثر.

ليس معروفاً ما إذا كانت السندات الخارجية بالدولار سوف تستحق سنوياً أي بمعدل ماية مليون دولار سنوياً ، أم أن السندات سوف تستحق دفعة واحدة بعد خمس سنوات.

في الحالة الأولى فإن خدمة الدين لهذه السندات تبلغ 25% في السنة الأولى ، أي 125 مليون دولار سنوياً ، وفي الحالة الثانية فإن استحقاق 500 مليون دولار في نفس التاريخ يحرج الخزينة ، ويضطرها لإصدار آخر بنفس القيمة لتسديد الإصدار المستحق ، فهذا الصنف من الدين يستمر إلى ما لا نهاية.

في المقابل فإن اقتراض المبلغ نفسه بالدينار من البنوك المحلية يجعل خدمة الدين لا تزيد عن الفائدة فقط ، أي 7ر17 مليون دينار ، أو ربع خدمة الدين في حالة الدولارات. أما رأسمال القرض فيجري تدويره كالمعتاد ، ذلك أن خدمة الدين المحلي تقتصر على الفائدة ، وخدمة الدين الأجنبي تشمل الفائدة والأقساط.

لم يفت الوقت على تغيير الاتجاه ، والاستمرار في الاقتراض المحلي إلى أن تنخفض السيولة الزائدة لدى البنوك المحلية لدرجة تجعل الحكومة تنافس القطاع الخاص في الحصول على التمويل.

السندات السيادية مصدر قلق وأزمة في عالم اليوم ، فلماذا لا نتجنبها في ظل توفر البديل المحلي؟.

الراي


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات