مسيحيون وعلمانيون ضد اليهودية

ليس صحيحا ان العداء لليهودية ظاهرة اسلامية وعربية بل ان اليهود عاشوا افضل ايامهم في كنف العرب والمسلمين من اليمن الى الاندلس وسمح لهم صلاح الدين بالعيش في القدس بعد المذابح الصليبية ضدهم, كما ان القرآن الكريم كثيرا ما يتحدث عن "بني اسرائيل« فيما تتناقض المسيحية تناقضا جوهريا مع اليهودية, فهي ديانة شمسية زراعية قربانية تقوم على الايمان بالخلاص الفردي, فيما اليهودية ديانة قمرية رعوية - تجارية ترتبط بالخلاص الجماعي ... الخ.
وفضلا عن ذلك فان اليهود لم يعترفوا حتى الآن بمجيء المسيح ويعتبرون مسيح المسيحية مسيحا دجالا ولهذا قاموا كما يقولون بتسليمه للحاكم الروماني لصلبه, اما ما جرى لاحقا من طباعة التوراة "العهد القديم« مع العهد الجديد المسيحي, فكان صفقة بين المرابين اليهود وبين زعماء الثورة الصناعية الاوروبية ...
من جهة اخرى فان تاريخ البلدان والتيارات الفكرية والادبية الاوروبية والامريكية حافل بالعداء لليهودية .. فمن المفكرين الفرنسيين, فورييه وفولتير وغيرهما الى الادب الروسي خاصة الروائي الكبير دوستويفسكي الذي حذر قبل قرن كامل من سيطرة اليهود على روسيا .. الى العديد من الفلاسفة والمبدعين الألمان الكبار ولا تزال موسيقى فاغنر ممنوعة في دولة العدو الصهيوني.
وقد لا يعرف البعض ان رؤساء ومفكرين واقتصاديين امريكيين كبارا حذروا مبكرا من السيطرة اليهودية على امريكا ومن ذلك:-
1- الرئيس الامريكي جيفرسون (1743-1826) الذي كتب ذات مرة: في كل بلد حل فيه اليهود فانهم عمدوا الى تدمير المبادئ الاخلاقية ... واذا لم نحذر من ذلك فان اجيالنا المقبلة ستلعننا في قبورنا.
2- بنيامين فرانكلين (1706-1790) وهو عالم ومفكر وسياسي ساهم في وضع الدستور الامريكي.
3- الرئيس الامريكي ايزنهاور, الذي قال في خطبة الوداع 1960 ان "دعمنا لاسرائيل« لا ينبغي ان يعمينا عن دور اللوبي اليهودي الذي يهدد الامن الوطني الامريكي.
4- هنري فورد, الذي تُنسب له واحدة من صناعة وشركات السيارات الكبرى, وقد ألف كتابا بعنوان "اليهودي العالمي« يحذر فيه من "المؤامرات اليهودية« على امريكا والعالم ويضرب مثلا على ذلك بطريقتهم في سرقة فلسطين من العرب ...
اخيرا وبالعكس من الحملة الاعلامية الرأسمالية التي سعت لتحريض العرب والمسلمين على الماركسية وربطت فيه بين هذه الماركسية والصهيونية, فلم يتصد لأحد لليهودية العالمية كما تصدى ماركس نفسه في كتابه الشهير "المسألة اليهودية" الذي ربط فيه تحرير العالم من الرأسمالية بتحريره من اليهودية, كما اعتبر انجلز رفيق ماركس, اليهود مجموعة من القبائل الهمجية المرتزقة بين البلاط الفارسي والمصري, وكذلك لينين قائد الثورة الشيوعية الروسية الذي رفض الاعتراف باليهود وقال انهم ليسوا أمة.
( العرب اليوم )