جولة (نتنياهو) الإفريقية و رياح الفساد

جولة رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) في العديد من الدول الإفريقية الأسبوع الماضي التي بدأها بأوغندا ليكون أول رئيس وزراء (إسرائيلي) يزور دول أفريقيا منذ العام 1994م كان لها صدى إعلامي باهت في الكيان ولم تحقق نتائج كبيرة بحجم مستوى الزيارة للقارة السمراء.

و أعلن مكتب ( نتنياهو) أن الجولة تمثل تغيرات دراماتيكية في العلاقات بين الكيان والدول الأفريقية، وسيتم تقديم دعم ومساعدات للدول الإفريقية في الكثير من المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية بهدف تقوية العلاقات مع الدول الإفريقية، وزيادة مستوى التنسيق والتعاون الإسرائيلي – الإفريقي، وصادقت الحكومة (الإسرائيلية) قبل أيام على خطة اقتصادية تهدف لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع دول القارة الإفريقية وصلت ميزانيتها إلى حوالي قرابة 13 مليون دولار أمريكي، كما تشمل الخطة فتح ممثليات تجارية للكيان جديدة في إفريقيا وتمويل العمل التسويقي وتوسيع العلاقات بين الصناعات (الإسرائيلية) والاحتياجات في الدول الإفريقية.

ولا يخفى على أحد أن الكيان يولى اهتمام كبير بالتوغل في القارة السمراء، وهناك العشرات من المكاتب التابعة للكيان في الكثير من الدول الإفريقية، إضافة إلى الاستثمارات للشركات (الإسرائيلية)، وحديثا ذكرت مصادر افريقية مطلعة في دولة ارتيريا أن الكيان الصهيوني استطاع انجاز بناء أكبر مرصد له في حوض البحر الأحمر على أعلى قمة جبلية في ارتيريا يهدف إلى مراقبة حركة السفن في باب المندب ومراقبة حركة القوات البحرية والجوية في جنوبي البحر الأحمر، و دولة السودان.

إن جولة (نتنياهو) الأفريقية التي انتهت يوم الجمعة الماضي زار فيها (نتنياهو) أوغندا وكينيا ورواندا وأثيوبيا ركزت بالأساس على التوغل الإسرائيلي الصهيوني في قلب القارة الأفريقية، خاصة أن هناك علاقات قوية تربط الكيان الصهيوني بعدد من الدول الأفريقية منذ عشرات السنين، وقد أعلن (نتنياهو) أن هدف زيارته (فتح أفريقيا على إسرائيل) قائلا( إسرائيل تعود إلى أفريقيا، وأفريقيا تعود إلى إسرائيل).

إن جولة (نتنياهو) الأفريقية ربما حقت أهداف ومآرب شخصية لنتنياهو لكن في المقابل جوبهت بالكثير من العقبات حيث رفض الاتحاد الأفريقي استقبال (نتنياهو) على هامش زيارته العاصمة الإثيوبية أديس أبابا؛ حيث يعتبر الاتحاد الأفريقي في مبادئه و ميثاقه (إسرائيل) كيان احتلال وعنصرية، وأن أية محاولة لاستقبال المسؤولين (الإسرائيليين) وفي مقدمتهم رئيس الوزراء يمثل خرقا لميثاق ومبادئ الاتحاد، كما أعلنت السودان رفضها الشديد لمطالبة بعض الدول الإفريقية بانضمام إسرائيل إلى عضوية الاتحاد الإفريقي.

إن جولة (نتنياهو) الإفريقية، واستعراض عضلات (إسرائيل ) وخططها الاقتصادية والتجارية في احتلال القارة السمراء، وموافقة (نتنياهو) على مخططات استيطانية في القدس المحتلة لقرابة 800 وحدة استيطانية، والموافقة على 400 وحدة استيطانية في مستوطنات الخليل، كافة هذه الجهود قد لا تشفع له أمام ملفات الفساد التي قد تطيح برأسه، وقد ينهار الائتلاف الحكومي (الإسرائيلي ) في أي لحظة، حيث تجري تحقيقات قضائية مع (أري هارو) الرئيس السابق لطاقم موظفي مكتب ( نتنياهو) بصفقات مالية مشبوهة حقق من خلالها مبالغ مالية طائلة حسب ما ذكرته وسائل الإعلام العبرية، وتدل الشبهات لدى الشرطة (الإسرائيلية) أنه باع شركة استشارات بملكيته مقابل ثلاثة ملايين دولار، وهناك قضايا فساد قديمة نسبت لــ (نتنياهو) تدور حول تلقيه أموالا كبيرة من رجال أعمال أجانب بعد عودته إلى رئاسة الحكومة في العام 2009 و اشتباه بتبييض ثروات بمبالغ مالية كبيرة ، كما يتهم نتنياهو بتلقي أموالا لدعم حملته الانتخابية و أكدت القناة الإسرائيلية الثانية عبر موقعها الإلكتروني مساء الجمعة، أن وحدة (لاهاف 433) المتخصصة في مكافحة جرائم الفساد والجريمة المنظمة، تباشر حاليا التحقيقات بشأن قضايا فساد مالي ترتبط باسم (نتنياهو)، وهناك قرارا مشددا بحظر النشر على تسريب أي من هذه التفاصيل، ووفقا للقناتين العبريتين العاشرة والثانية، فإن التحقيقات تجري من شهرين، لكن لا يعلم المستشار القضائي للحكومة الصهيونية (أفيحاي مندلبيلت) ورئيس قسم التحقيقات في الشرطة (الإسرائيلية) اللواء (ميني يتسحاكي)، إن كانت ستخلص نتائج التحقيق إلى مخرجات جنائية أم سيتم إغلاق الملف .

ولا يخفى على المراقبين في الكيان الصهيوني التحقيقات القديمة في قضية فضيحة زوجة " نتنياهو" سارة والتي عرفت باسم ( فضيحة زجاجات سارة) وقد هزت هذه الفضيحة الكيان الصهيوني، ويشار إلى أن سيتم إغلاق هذا الملف نهائيا وعدم التطرق له، خاصة بعد توالي الفضائح المالية الكبيرة على رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) .

رياح الفساد تدور وتحوم حول (نتنياهو) وعائلته، والتحقيقات تجري في الكيان في الكثير من ملفات الفساد حيث تتولى الجهات القضائية في الكيان بجمع المئات من الوثائق حول هذه القضايا الخطيرة، لكن الأخطر من ذلك هو التغطية على هذه الملفات وعدم محاسبة (نتنياهو) على هذه الجرائم، وبالتالي فإن الانهيار والهلاك ينخر في جسد الكيان الصهيوني والفساد سينهي أية حكومة جديدة قد تحكم (إسرائيل) إلى أن يتحقق وعد الله بتحرير أرض فلسطين من دنس المحتلة وتدمير الكيان الصهيوني .