إسرائيل بقرة مقدسة!

يبدو من اسمه (ماثيو روتشيلد) إنه يهودي من عائلة عريقة ذات تاريخ في تأسيس دولة إسرائيل. ومع ذلك فإن رئيس تحرير مجلة بروجرسيف (التقدمي) الأميركية كتب في عدد 4/7/2010 يقول:
تبدو إسرائيل وقد فقدت عقلها وروحها، وهذا ما يفعله الاحتلال بالمحتل.
لا تستطيع أن تهاجم سفينة إغاثة إنسانية في المياه الدولية، وأن تقتل تسعة من ركابها ، ثم تأمل بأن تنجو من العقاب.
الاعتداء الإسرائيلي المخالف للقانون الدولي على سفينة إغاثة لغزة أطلق شرارة الاحتجاج حول العالم. وقد شارك الكاتب بأحداها.
لكن أكبر الاحتجاجات الشعبية حدثت في تركيا، وهي البلد الذي ينتمي إليه معظم ركاب السفينة التركية مرمرة. وكانت تركيا لمدة 50 عاماً أهم صديق لإسرائيل في العالم الإسلامي، ولم تعد كذلك الآن.
رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوجان أدان العملية الإسرائيلية ووصفها بأنها مذبحة دموية ونموذج لإرهاب الدولة.
ترى ماذا قال الرئيس الأميركي باراك أوباما؟ عملياً لا شيء، حتى وإن قتلت إسرائيل مواطناً أميركياً في هجومها.
الرئيس أوباما أصدر تصريحاً مكتوباً عبّر فيه عن (الأسف العميق) للخسارة في الأرواح ، ولكنه لم يوجه لوماً مباشراً لإسرائيل. والواقع أن الذكر الوحيد لإسرائيل في تصريحه جاء بمناسبة قوله أن إسرائيل تعالج الجرحى في أحد مستشفياتها.
عندما تقوم قوات مسلحة من دولة تمتلك واحداً من أقوى الجيوش في العالم بمهاجمة سفينة إغاثة إنسانية عند فوهة بندقية، فإن من المفروض ومن مقتضيات الأخلاق أن يشار إلى المعتدي بالاسم. ولكن للأسف فإن هذه الحقيقة فاتت الرئيس الأميركي أوباما.
إسرائيل دولة مارقة ، خارجة على القانون، ومع ذلك تعتبر بقرة مقدسة تستطيع أن تفعل ما تشاء دون أن يجرؤ العالم المتحضر على مجرد توجيه اللوم إليها.
تعليقات الصحافة العالمية كانت متنوعة: الاعتداء الإسرائيلي جعل أسطول الحرية يحقق أكثر من أهدافه. محاولة إسرائيل فرض الحصار على شعب غزة بالقوة أدت إلى إضعاف الحصار وإبراز عدم شرعيته. إٍسرائيل أصبحت هي الدولة المحاصرة عملياً. ما أنجزته إسرائيل في عرض البحر ليس نصراً عسكرياً بل هزيمة أخلاقية...
( الراي )