دمشق أقرب !

من الأفضل لمقتدى الصدر أن يدخل باب العمل السياسي في العراق من دمشق لا من طهران ليس لأن هناك تعارضاً بين العاصمتين في النظرة إلى الاحتلال الأميركي، وإنما لأن دمشق أقرب ولأن دمشق لا تمثل حالة طائفية، ولأن الصدر يستطيع أن يلتقي بكل القوى السياسية التي لا تجد لها مكاناً في .. طهران!!.
تكتل القائمة العراقية بقيادة د. علاوي قد تكون استقطبت قوى سياسية محسوبة على السنّة واقتراب مقتدى الصدر منها هو انصاف لحركته من التكتل الشيعي الذي أخذ مداه منذ عام 2003، وسيطر على أجهزة الدولة.. وفشل حتى الآن في ايصال الكهرباء والماء إلى بيوت العراق مثلما فشل في تعبئة العراقيين للوقوف في وجه الإرهاب، والتجزئة الطائفية والعرقية، وإقامة نظام سياسي بعيد عن الفساد والرشوة والنهب!!.
لقد تورط رئيس الوزراء المالكي في اتهام دمشق وعواصم عربية أخرى بأنها تشجع المجموعات الإرهابية وتدربها، وتسلحها، وتمولها.. وهذا ليس صحيحاً، ولا يمنح السيد المالكي أية مبررات لعزل العراق عن محيطه العربي. وقد حاول الرجل أن يضرب القوى الصدرية التي تمثلت في جيش المهدي.. ونجح في ذلك في منطقة البصرة بالذات، لكن ضربته لم تعطه التأييد الذي كان يطمع به في المناطق السنية، فالجميع يعرف أن حكومة المالكي وجيشه وأمنه لم تحقق أي إنجاز في مكافحة الإرهاب، وأن قوى الصحوة وحدها هي التي هزمتهم.. وها هي تدفع الآن ثمن موقفها بعد أن فشل المالكي في التعامل معها، بتجريدها من سلاحها. وانكار حقها في الانتساب للجيش أو قوى الأمن.
لقد استقبلنا هنا كل أطياف العمل السياسي العراقي وشجعنا الجميع في حشد الطاقات ورص الصفوف لاخراج العراق من كارثته. لكننا في الأردن لم نميّز أحداً. وإذا اختار السيد المالكي أن يأخذ موقفاً متحفظاً منّا، أو موقفاً معادياً للسعودية وسورية فذلك قناعته التي لم تفده ولم تعطه تأييداً إيرانياً أو عراقياً داخلياً. فالعرب كلهم لا يريدون غير وحدة العراق وعودته إلى موقعه العربي.. بوابة العرب الشرقية وقوتهم الكبرى في آسيا!!.
( الراي )