عندما يحتج اليونانيون على التقشف

تم نشره الجمعة 23rd تمّوز / يوليو 2010 04:25 صباحاً
عندما يحتج اليونانيون على التقشف
د. فهد الفانك
ما زالت أثينا عاصمة اليونان تعج بالمظاهرات والإضرابات مع قدر من العنف الذي يؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات وينتهي بصدامات مع شرطة مكافحة الشغب، وكل ذلك احتجاجاً على خطة الحكومة في التقشف لتخفيض عجز الموازنة وحجم المديونية والوفاء بشروط الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.

ماذا يريد اليونانيون؟ هل المطلوب أن تستمر حكومتهم في الاقتراض لكي تنفق أكثر مما تسمح به موارد البلاد؟ لقد فعلت ذلك لسنوات عديدة، والنتيجة أنها لم تعد تجد من ُيقرضها، بعد أن انكشفت الحقائق واتضح أنها غير قادرة على خدمة ديونها المستحقة.

الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي هبوا للمساعدة، وخصصوا 135 مليار دولار للحيلولة دون انهيار كامل للاقتصاد اليوناني وإفلاس البلاد، لكن المال لا ُيقدم بدون شروط، وأول هذه الشروط تخفيض عجز الموازنة بزيادة الضرائب وتخفيض النفقات، بما في ذلك الرواتب ومزايا التقاعد التي كانت الحكومة تتعامل معها بسخاء اعتماداً على أموال مقترضة وسعياً للشعبية.

يعتقد البعض، بمن فيهم بعض المسؤولين، أن قدرة الحكومة على الصرف ليس لها حدود، فالمهم اتخاذ القرار، أما الأموال فيمكن تدبيرها والتصرف بها، كل المطلوب توقيع وزير المالية على ورقة، ولكن لكل شيء حد، وما يتجاوز الحد ينقلب إلى الضد.

المشكلة أن السياسيين والإعلاميين في اليونان وفي غير اليونان يتبارون في المطالبة بتقديم المزيد من المكاسب الشعبية، والمسؤولون يتبارون في تقديمها للحصول على التصفيق والشعبية، وشعار الحكومات: اليوم خمر وغداً أمر، وبعدي الطوفان!.

معظم شعوب العالم جرت تربيتها على أساس الحقوق دون التذكير بالواجبات: مطلوب زيادة الرواتب، تحسين التقاعد، دعم السلع الأساسية، تأمين المساكن، توفير التعليم العالي، تأمين صحي شامل، تخفيض الضرائب!.

بلغ من رسوخ القناعة بأن الحكومة مطالبة بكل شيء، إن معلقاً محترماً يقول: إن الحكومة تمد يدها إلى جيوب المواطنين كلما احتاجت إلى المال، وأنها تريد سد العجز على حساب المواطن، وكأن هناك مصادر أخرى للحكومة غير هذه المصادر؟.

بعد حوالي قرن من سقوط الحكم العثماني، ما زالت لدينا بعض الرواسب، فقد كانت العلاقة بين السلطة والشعب علاقة منافع متبادلة، وقد جاء الوقت لقيام علاقة صحية ومسؤولية متبادلة.

الراي


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات