الضعف جريمة
تم نشره الجمعة 23rd تمّوز / يوليو 2010 04:31 صباحاً
د.رحيّل غرايبة
الضعف ليس فضيلة، بل هو رذيلة، وصفة قبيحة ممجوجة، لا تصلح للإنسان السوي صاحب الكرامة، ولا تليق بالآدميّ الذي خلقه الله مكرماً، يملك المقومات الكامنة لحمل الأمانة وأداء الرسالة، وتسنم مركز السيادة في الكون من أجل القيام بمهام الخلافة في الأرض.
الإنسان قادر إن شاء على مقاومة كل أسباب الضعف ومبرراته وعوامله، وقادر على تخطي مرحلة العجز والشلل والقعود المذل النابع من موقف الاستسلام والاعتراف بالهزيمة الداخلية المنبعثة من نفسٍ محطمة وعزيمةٍ أنهكها الخور والخوف والذعر.
خلق الإنسان حراً منذ ولادته، لا يدين بالعبودية لمخلوق، ولا يطلب منه الخضوع إلاّ للخالق المتعال، فكل الناس سواء، خلقوا من أصل واحد، وطين لازب، لا فضل لأحمر على أسود، ولا لعربي على عجمي، فأول مظاهر الحرية السعي نحو العدالة والمساواة الحقة، والمطالبة بها حقاً كما يطلب الماء والهواء.
الإيمان يزيد الإنسان معرفة بنفسه، ومعرفة بمكانته، ويملأ قلبه بالشجاعة الكافية التي تجعله ينطلق بحثاً عن أسباب القوة، ومدارج المعرفة وصنوف الحكمة، ومسالك الاستقامة، وينفر من مقاعد الذل كما ينفر من الكفر، ويفر من مزالق النفاق والتزلف والتذلل والخضوع لأرباب الباطل، كما يفر من مستنقعات القذر والرجس.
أول ثمار الحرّية تتجلى في عتق نفسه من نفسه، فيتمرد على اليأس ويقهر الخوف، ويطارد الحرص والطمع في زوايا داخله المظلمة، ويدفن الشح ويطرد العجز والجبن، ويحرق منابت الشهوة المذلّة، ويطارد بقايا التبعية الناتجة عن الأوهام والسحر الباطل، وتصبح نفسه كالمهرة الفتية، تنطلق وثابة قوية تبحث عن الجمال ومواطن العز بلا قيود ولا أغلال.
إذ ا أشرقت شمس الحرية داخل الإنسان، فهي الخطوة الأولى نحو السير في دروب الحياة المعتمة والمظلمة، وهي الخطوة الأولى في مواجهة العبودية المذلّة من أخيه الإنسان، ومواجهة صنوف القهر من بني جنسه الذين سادوا وتفرعنوا في ظلال الاستخفاف والاستغفال، وصدق أصدق القائلين {فاستخفّ قومه فأطاعوه}.
إنّ الرجل المقهور من داخله، المقهور بخوفه وجبنه، والمقهور بعجزه وضعفه، والمقهور بحرصه وطمعه، والمقهور بشهوته، والمقهور بجهله لا يستطيع أن يواجه العدوّ الخارجي، ولا يستطيع أن ينتصر على عوامل القهر التي تحيط به من خارجه، وسيبقى فريسة للمفترسين، وهدفاً للطامعين، ومطيّة للظالمين.
ومن أبرز معالم القوة وسلوك مسالكها البحث عن أدواتها والحرص على امتلاكها، وأول دروبها: الوحدة. إنّ التجمع يعد من أبرز أسباب القوة ومن أهمّ أسبابها، فانظر إلى العصا التي تأبى بالتجمّع تكسراً ولكنها إذا افترقت تكسرت آحاداً. وانظر إلى قطرة الماء كم هي ضعيفة وحدها، يلتقطها منقار طائر صغير، ولكن انظر إلى قطرات الماء عندما تتجمع وتتجمع، كيف تصبح سيلاً هادراً وطوفاناً جارفاً، ولنا في موجودات الكون وسننه حكمة بالغة وعبرة.
وهذا نداء لكل المستضعفين في الأرض، ولكل الذين سلبت حقوقهم، ولكل المهمشين في جنبات الكون، ولكل الذين يعانون من ظلم أو طغيان أو عدوان أو احتلال... الطريق ليس بالهروب والاعتراف بالهزيمة والاستسلام للضعف والركون إلى العجز وانتظار تغير الظروف ومجيء الفرسان على خيلٍ بلقٍ من المشرق.
إنّ الطريق تبدأ بإدراك الحقيقة وتفجير الحرية في النفس والسعي لامتلاك القوة، والسير بطريق الوحدة، والتمسك بالحق، والشعور باستعلاء الإيمان والبحث عن سبل العيش النبيل أو الموت الكريم، ولا نامت أعين الجبناء.
الإنسان قادر إن شاء على مقاومة كل أسباب الضعف ومبرراته وعوامله، وقادر على تخطي مرحلة العجز والشلل والقعود المذل النابع من موقف الاستسلام والاعتراف بالهزيمة الداخلية المنبعثة من نفسٍ محطمة وعزيمةٍ أنهكها الخور والخوف والذعر.
خلق الإنسان حراً منذ ولادته، لا يدين بالعبودية لمخلوق، ولا يطلب منه الخضوع إلاّ للخالق المتعال، فكل الناس سواء، خلقوا من أصل واحد، وطين لازب، لا فضل لأحمر على أسود، ولا لعربي على عجمي، فأول مظاهر الحرية السعي نحو العدالة والمساواة الحقة، والمطالبة بها حقاً كما يطلب الماء والهواء.
الإيمان يزيد الإنسان معرفة بنفسه، ومعرفة بمكانته، ويملأ قلبه بالشجاعة الكافية التي تجعله ينطلق بحثاً عن أسباب القوة، ومدارج المعرفة وصنوف الحكمة، ومسالك الاستقامة، وينفر من مقاعد الذل كما ينفر من الكفر، ويفر من مزالق النفاق والتزلف والتذلل والخضوع لأرباب الباطل، كما يفر من مستنقعات القذر والرجس.
أول ثمار الحرّية تتجلى في عتق نفسه من نفسه، فيتمرد على اليأس ويقهر الخوف، ويطارد الحرص والطمع في زوايا داخله المظلمة، ويدفن الشح ويطرد العجز والجبن، ويحرق منابت الشهوة المذلّة، ويطارد بقايا التبعية الناتجة عن الأوهام والسحر الباطل، وتصبح نفسه كالمهرة الفتية، تنطلق وثابة قوية تبحث عن الجمال ومواطن العز بلا قيود ولا أغلال.
إذ ا أشرقت شمس الحرية داخل الإنسان، فهي الخطوة الأولى نحو السير في دروب الحياة المعتمة والمظلمة، وهي الخطوة الأولى في مواجهة العبودية المذلّة من أخيه الإنسان، ومواجهة صنوف القهر من بني جنسه الذين سادوا وتفرعنوا في ظلال الاستخفاف والاستغفال، وصدق أصدق القائلين {فاستخفّ قومه فأطاعوه}.
إنّ الرجل المقهور من داخله، المقهور بخوفه وجبنه، والمقهور بعجزه وضعفه، والمقهور بحرصه وطمعه، والمقهور بشهوته، والمقهور بجهله لا يستطيع أن يواجه العدوّ الخارجي، ولا يستطيع أن ينتصر على عوامل القهر التي تحيط به من خارجه، وسيبقى فريسة للمفترسين، وهدفاً للطامعين، ومطيّة للظالمين.
ومن أبرز معالم القوة وسلوك مسالكها البحث عن أدواتها والحرص على امتلاكها، وأول دروبها: الوحدة. إنّ التجمع يعد من أبرز أسباب القوة ومن أهمّ أسبابها، فانظر إلى العصا التي تأبى بالتجمّع تكسراً ولكنها إذا افترقت تكسرت آحاداً. وانظر إلى قطرة الماء كم هي ضعيفة وحدها، يلتقطها منقار طائر صغير، ولكن انظر إلى قطرات الماء عندما تتجمع وتتجمع، كيف تصبح سيلاً هادراً وطوفاناً جارفاً، ولنا في موجودات الكون وسننه حكمة بالغة وعبرة.
وهذا نداء لكل المستضعفين في الأرض، ولكل الذين سلبت حقوقهم، ولكل المهمشين في جنبات الكون، ولكل الذين يعانون من ظلم أو طغيان أو عدوان أو احتلال... الطريق ليس بالهروب والاعتراف بالهزيمة والاستسلام للضعف والركون إلى العجز وانتظار تغير الظروف ومجيء الفرسان على خيلٍ بلقٍ من المشرق.
إنّ الطريق تبدأ بإدراك الحقيقة وتفجير الحرية في النفس والسعي لامتلاك القوة، والسير بطريق الوحدة، والتمسك بالحق، والشعور باستعلاء الإيمان والبحث عن سبل العيش النبيل أو الموت الكريم، ولا نامت أعين الجبناء.
الراي
