الراقصون والراقصات في رام الله

تم نشره السبت 24 تمّوز / يوليو 2010 03:49 صباحاً
الراقصون والراقصات في رام الله
ماهر ابو طير

في رام الله الجديدة ، وعلى مسافة قصيرة من المسجد الاقصى ، تتناسل عشرات النوادي الليلية والمراقص والخمارات.

رام الله التي كانت قلب الانتفاضة الفلسطينية الاولى والثانية ، تحولت الى مدينة اخرى على يد السلطة ، مدينة اخرى اوقدت الشموع خلال قصف غزة الاخير ، وكأنها مدينة غربية تتضامن مع شعب منكوب تسمع عن اخباره من نشرات الاخبار.

رجالات "دايتون" كسروا روح الضفة الغربية ، ومشطوها امنيا ، وحاربوا كل مشهد اسلامي ، وخنقوا كل روح مقاومة ، الى الدرجة التي يقول فيها محمود عباس قبل ايام في عمان انه لن يسمح بتسلل حماس الى الضفة الغربية ، وهو في الكلام يعلن عنوانا جديدا للضفة الغربية ، سره تغريب الضفة وتحويلها الى مكان محايد لاعلاقة له بقضية فلسطين.

المسجد الاقصى يتم اقتحامه من اليهود ، والمسجد مهدد بالهدم ، والقدس تصادر اراضيها ، ويطرد اهلها الواحد تلو الاخر ، والمخطط الغربي والاسرائيلي للضفة الغربية يقول ان على السلطة ان تحولها الى ضفة محايدة ، لاعلاقة لها بقضية فسطين ، و بمايجري في القدس ، كيف سيرفع الله هذا البلاء عن فلسطين ، والضفة الغربية تحولت الى ضفة بلا اظافر ، تم خلع اظافرها على يد السلطة الوطنية نيابة عن اسرائيل.

وصلنا الى اليوم الذي اصبحت فيه رام الله موقعا للمراقص والنوادي الليلية والخمارات ، وفي مقابل ذلك تتم محاربة المساجد في الضفة الغربية واغلاق الجمعيات الخيرية الاسلامية ، وكل ماله علاقة بخط اسلامي بذريعة "حماس" على الرغم من ان المشروع الجاري ليس له علاقة بمناوئة "حماس" وله علاقة فقط بتحطيم بنية القضية الفلسطينية ، عبر ارسال النشطاء في الضفة الى السجون ، واغلاق المؤسسات الاسلامية ، وقمع الناس ، ثم بدء انتاج ضفة غربية جديدة ، من كازينو اريحا قبل سنوات وصولا الى مراقص رام الله ونواديها الليلية.

حكومة سلام فياض ترخص لكل هذه الاوضاع المشوهة ، وتسمح بها ، بل ان فياض يذهب ليصافح وزير الدفاع الاسرائيلي المجرم ايهود باراك ، وكأن شيئا لم يحدث ، وتقدم السلطة الوطنية الخدمة الاكبر لاسرائيل حين تواصل لعبة جدولة الوقت حول مفاوضات مباشرة او غير مباشرة ، فيما اسرائيل تستغل الوقت لابتلاع ماتبقى من الضفة الغربية ، وتهويد القدس.

المسجد الاقصى على بعد كيلومترات من رام الله ، وفي رام الله يتم السماح للمواخير بأن يخرج رأسها في مدينة مازالت عمليا قيد الاحتلال والحواجز ، وكأن لادين هناك ولامروءة ولااخلاق حتى تتذكر كل الشهداء والجرحى والاسرى وعذابات شعب تحت الاحتلال.اسرائيل ذاتها لم تجرؤ على ترخيص خمارة او ناد ليلي في رام الله ، فجاء هذا على يد من يدعي انه صاحب القضية.

مادامت السلطة تريد لأهل رام الله ان يرقصوا ويسهروا ، فلا تلوموا اذن اليهود حين يرقصون على جثثنا في كل مكان.

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات