سوق التسهيلات المصرفية

تم نشره الثلاثاء 27 تمّوز / يوليو 2010 04:37 صباحاً
سوق التسهيلات المصرفية
د. فهد الفانك
في دراسة مشتركة لصندوق النقد الدولي والبنك المركزي جرت محاولة للبحث عن العوامل التي أدت إلى انخفاض نسبة نمو التسهيلات المصرفية المقدمة للقطاع الخاص من 5ر16% في عام 2008 إلى 2% في عام 2009.

مبدئياً تقرر الدراسة احتمالين في مستوى البديهيات ، الأول جانب العرض أي أن البنوك أصبحت أكثر حساسية للمخاطر وأكثر تحفظاً ، والثاني جانب الطلب أي أن الركود الاقتصادي قلل الطلب على التسهيلات بسبب تأجيل مشاريع التأسيس والتوسع.

من الطبيعي أن يكون العاملان صحيحين ، وقد أثر كل منهما إلى هذه الدرجة أو تلك ، ولكن السؤال الذي يجب طرحه ما إذا كان نمو التسهيلات المصرفية في سنة 2008 بنسبة 5ر16% هو نمو صحي كان يجب أن يستمر ، أم تضخم باتجاه الفقاعة كان يجب أن يوضع له حد.

يزيد من أهمية السؤال أن نعود إلى سنوات سابقة لنجد أن التسهيلات المصرفية كانت قد ارتفعت بنسبة 25% في 2005 ، 26% في 2006 ، 7ر15% في 2007 ، وبذلك تكـون قد ارتفعـت بنسبة 110% خلال أربع سـنوات (2004-2008) ، مع أن نمو الودائع في هذه السنوات كان يتراوح حول 12 بالمائة فقط سنوياً.

ما حدث في 2009 إذن يمكن أن يأتي تحت باب التصحيح الذي تفرضه حالة الاختلال في نسبة التسهيلات إلى الودائع التي و صلت إلى مستويات شاهقة لا يجوز السكوت عليها.

هذا التصحيح لم يبلغ مداه في 2009 ، ويجب أن يستمر في 2010 إلى أن تهبط نسبة التسهيلات إلى الودائع إلى مستوى 60% على الأكثر ، خاصة في ظل توسع البنوك في إقراض الخزينة.

مما يبرر سياسة التحفظ المصرفي إن معدل القروض غير العاملة (المتعثرة) ارتفع كدليل على أن نوعية بعض المقترضين هبطت ، ومخاطرهم ارتفعت ، وقيمة ضماناتهم من عقارات أو أسهم هبطت ، والحاجة لأخذ استدراكات كبيرة لمواجهة الديون المتعثرة ازدادت.

الدراسة المشار إليها أعلاه وضعت اللوم على جانب العرض وتغير سلوك البنوك في مناخ الأزمة العالمية واتساع فرق الفائدة بين الدينار والدولار.

مشكلة هذه الدراسة أنها تفترض أن الوضع قبل عام 2009 كان مثالياً أو طبيعياً ومقبولاً ، وأنه يصلح كمقياس للاستمرارية في منح الائتمان بنفس المعدل الذي كان سائداً في 2008 وقبله.


الراي


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات