حكومة الرفاعي.. ولاية غير منقوصة بعد زوال مراكز القوى

تم نشره الثلاثاء 27 تمّوز / يوليو 2010 04:41 صباحاً
حكومة الرفاعي.. ولاية غير منقوصة بعد زوال مراكز القوى
فهد الخيطان

بعد عملية تفكيك واسعة استغرقت عامين كانت لها ارتدادات واسعة .

لم يكتب لمشروع المؤسسية في الدولة ان ينجح وانتهى في السنوات الاخيرة الى مجرد مراكز قوى تتصارع على النفوذ والثراء والسلطة, كان من ابرز رموزها قادة امنيون وعسكريون ورؤساء ديوان واحياناً رؤساء حكومات, ونقول احياناً لان معظم رؤساء الوزارات في السنوات الست الاخيرة كانوا في احسن الاحوال لاعبين بين اقطاب وفي بعض الحالات مجرد "كرات" في الملعب.

وفي عام 2008 بدأت عملية واسعة لتفكيك تلك المراكز واعادة رسم دور الادارات وتحديد صلاحيات قادتها, وانتهت العملية قبل اشهر فقط بالتغيير في المؤسسة العسكرية ومع كل خطوة في العملية بدا وكأننا نفكك لغماً يوشك ان ينفجر في وجه الجميع. وكان لرحيل رأس كل مركز من المراكز تداعيات ثقيلة واستحقاقات كبيرة تجلت على المستوى السياسي لحل مجلس النواب والدعوة لانتخابات مبكرة, وفي الارتدادات الناجمة عن التفكيك طار مسؤولون عن كراسيهم, وخضع آخرون للتحقيق وزج بالبعض الاخر في السجون. كل هؤلاء كانوا ضحايا صراع مراكز القوى بعد ان كانوا في السابق اكثر المستفيدين منها.

في الفترة الاخيرة من حكومة نادر الذهبي بدا وللمرة الاولى ان الحكومة هي مركز القوة الوحيد على الساحة وصاحبة الولاية والصلاحية. لكن الذهبي لم ينعم بهذا الحال فقد جاءته الهدية الثمينة في الوقت الضائع.

كان رئيس الوزراء سمير الرفاعي بهذا الجانب محظوظاً فقد وصل الى الدوار الرابع بعد ان تفككت وبشكل نهائي كل "الدواوير" والتقاطعات واستقر الامن على مركز تنفيذي واحد للسلطة في البلاد. فلا تجاذبات ولا تنازع على السلطة, ومن كان في السابق يشارك رئيس الوزراء صلاحيته او يقف رقيباً فوق رأسه اصبح اليوم في موقع الداعم والمساند له, لا يبخل عليه في النصيحة والمشورة اذا طلبها, ولا يتأخر في تقديم المساعدة له, تاركاً للحكومة ورئيسها حرية اتخاذ القرار المناسب, امتثالاً لتوجيهات عليا لا تحتمل المراوغة او التأويل.

لم يخض الرفاعي معركة الولاية العامة كما حاول رؤساء من قبله فمن اليوم الاول في الرئاسة كان صاحب الكلمة الاولى بعد جلالة الملك يتخذ القرارات الصعبة والسهلة من دون مقاومة او تنغيص من احد ويتحمل مسؤولياتها بشجاعة رغم ما تلقاه من معارضة شعبية واسعة.

ولدى الرفاعي على ما يبدو فيض من السلطات دفعت به الى تحويل بيت الضيافة الى مقر ثان للرئاسة ليتابع منه العمل لساعة متأخرة من الليل.

الحكومة في مركز السلطة وصناعة القرار منفردة للمرة الاولى منذ سنوات والى ان يأتي مجلس النواب بعد اشهر, عندها فقط سنفحص ونقوّم التجربة فربما يترحم بعضنا على زمن مراكز القوى.

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات