التعديل دواء كان لا بد منه !

التعديل يعني في اللغة تصحيح مسار خاطىء,والتعديل لدى "الميكانيكي "يعني تحويل الموتور من مُسرف في حرق الوقود,إلى مقتصد في حرق "التنكة "كلما قطعت العجلات مسافة يُصر على تقديرها "الميكانيكيون "أنفسهم.
والتعديل لدى المواسرجي لا يعني سوى تقصير مسار المياه المتدفقة,والضائعة,أي المفقودة هدراً,
والتعديل لدى عامل تسليح البنايات,أقصد "الطوبرجي "لا يعني سوى توخي الحيطة,والحذر عند القيام بعملية "طعوجة "الأسياخ ".
والتعديل لدى أب يحرص على سُمعته,وسُمعة بيته لا يعني سوى الضرب بالعصى المُوجعة على أطراف ابنه اللينة كي يؤدبه على فعل اقترفه.
والتعديل يعني,ويعني,ويعني.
أما في لغة السياسة,والحكومات فإن التعديل لا يعني سوى واحدة من اثنتين,إما إطالة عمر الحكومة,وإما رضوخاً لرغبات الأكثرية العارمة من الشعب,ما فعله الرفاعي سمير يدخل في باب الإثنتين معاً بوجود هاشمي قادر على كبح جماح كل الحكومات إكراماً لشعبه الذي هو السند والعشيرة.
نذكر كيف تمادى "بدران "وأغضب عامة الشعب وبقي الرئيس في منأى,بعيداً عن تعذيب وزير التربية لصفوة الشعب الأردني "أقصد الذين يجب أن نكون لهم عبيداً لأنهم علمونا حرفاً ".
وتمادى "المصري "مع رسالة الإخضرار,وقدسية الزراعة,وعمالها الضعفاء,وبقي الرئيس كمتفرج يرقب المشهد من بعيد.
وتمادى وزير العدل وأغضب القُضاة ولم يحرك الرئيس ساكناً.
لكن الملك العادل كان في كل مرة يبعث للحكومة برسائل ذكية لكنها لم تلتقطها إلا في الرمق الأخير,فكان الحل أن تتجرع الدواء الذي هو أشد مرارة من الذي فعله بعض وزراء لكنه يُطيل بعض حياة.
حسن ما فعله الرفاعي,لكن الأحسن أن يترك لوزرائه الجدد إصلاح ما أفسده حاملو الحقائب ذات العمر القصير.
والله لا أشمت بالذين حملوا أحلامهم,ومقتنياتهم وغادروا,لكنني أؤكد أن لا رئيس حكومة يدوم,ولا وزير يبقى,فالباقي هو الأردن الأغلى من كل المناصب,والحقائب,والياقات البيضاء,وربطات عنق من حرير.
(خاص)