حكومة الرفاعي بعد وزراء التأزيم

تم نشره الخميس 29 تمّوز / يوليو 2010 04:44 صباحاً
حكومة الرفاعي بعد وزراء التأزيم
ماهرابوطير

خرج وزراء التأزيم ، من حكومة الرفاعي ، في تعديل مباغت وسريع ، وفي التعديل "اقرار فني" من الرئيس بأن كل ازمة ولدّت لعنة لاحقت صانعها حتى النهاية.

خروج وزراء الزراعة والتربية والتعليم والعدل ، خروج يثبت ان الأزمات التي صنعها هؤلاء ، كانت ثقيلة ، فوزير الزراعة السابق دخل في مجابهات مع عمال المياومة ، وجاء فوقها فساد في وزارته ، ووزير التربية والتعليم دخل في مواجهات مع طلبة التوجيهي ونصف عائلات الأردن ، وفوقهم جاءت عواصف المعلمين ، ووزير العدل دخل في مواجهات مع القضاة والمجلس القضائي.

رئيس الحكومة كان نفى في وقت سابق ، وجود نية لتعديل على طاقمه ، ثم قال مرة اخرى ان التعديل بعد الانتخابات النيابية ، وفي تصريحه الأخير مايشي بأنه واثق انه سيذهب ويقف امام مجلس النواب ، غير ان رئيس الوزراء اختار توقيتاً هادئا للتعديل ، حتى لايأتي تحت مطارق الرأي العام ، ومطالبات النخب التي تريد تقصير عمر حكومته ، توقيت الرفاعي جاء والناس يقولون إن الوقت الفاصل عن الانتخابات لم يعد يسمح بتعديل ، وهو على هذا تعديل صاعق ، ومباغت ، وربما يقول: إن عمر الرفاعي في الدوار الرابع طويل.

المراهنة على خروج نائبي الرئيس رجائي المعشر ، ونايف القاضي ، مراهنة جاءت خاسرة ، فقد بقي الرجلان ، ولايمكن القول هنا ان ضغوطا مورست بحقهما للبقاء ، لان لاضغوط في مثل هذه الحالات ، تجبر اي شخصية على البقاء ضمن طاقم حكومة لايريدها ، لان هناك من راهن على انفراط عقد الحكومة من هذه الزاوية ، باعتبار ان المعشر والقاضي هما "الركن اليماني" في الحكومة ، وايا كانت تبريرات بقاء الرجلين ، فقد قلب بقاؤهما حساباتْ كثيرة ، وجعل المراهنة غير واقعية.

اراح الرئيس الرأي العام من متابعة تفاصيل التعديل ، واختصر على البلد ، كلفة تداول الاسماء والدلالات ، فكل القصة تبلورت تنفيذيا ، بموافقة ملكية بطبيعة الحال ، واستعداد على مدى ايام ، وعدم تسرب اخبار التعديل الا عند اجرائه اراح الرئيس من جهة ثانية ، من المكاسرات والتشويش والضغوط ، لتوزير هذا او ابقاء ذاك ، وهو ايضا تعديل فني بالدرجة الاولى ولايمكن قراءته سياسيا ، الا من زاوية تقول: إن الرئيس قوي ، ويحتمل كل الملاكمات دون ان يعود الى الوراء ، تحت وطأتها.

شعبيا ، لايعني التعديل اي شيء ، فما يهم الناس هو لقمة الخبز ، وعدم توليد الأزمات ، وقياس قيمة التعديل واهميته ، يخضع لاختبار الأيام المقبلة ، حتى نتأكد من قدرة الوزراء الجدد على تهدئة ملفاتهم ، وحل المشاكل المتفجرة التي تمت وراثتها .

فرصة الرئيس الذهبية أن يثبت أن ازمات حكومته كانت من صنع بعض الذين كانوا حوله وحواليه ، وهذا يعني ان التعديل سيكون فاصلا وحاسمًا ، في مغزاه ودلالالته ، والقدرة على الاستفادة منه.

التعديل كان مثل لكمة الملاكم الخاطفة والسريعة التي ادت الى "سكتة قلبية" لكثيرين.

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات